يقال ان للكلمة نبضا يخفق كلما عانق حبر ذلك القلم أوراق مبعثرة تسطر قصصا ومسلسلات وأفلاما وأشعارا، وإن كان للأخيرة نصيب الأسد من سطوة عصابات الكلمة والتي تستهدف بيع وشراء تلك الكلمات بصرف النظر عن المبادئ المتعلقة بالحقوق الأدبية وإصباغها بصبغة «شريفة « وحصرها في دائرة « توارد الأفكار والتقاء المعاني والأحاسيس».
الساحة الفنية والأدبية تعج بهذه الأمثلة منذ القدم وعلى الرغم من تواتر الأزمان وتعاقب الشخوص، إلا أن تلك العصابات ما زالت رائحتها « فائحة» في تلك الأوساط، لا سيما الفنية منها على المستوى العربي والمحلي على حد السواء.
وعل خير دليل على تلك السرقات اختلاف أسلوب ومستوى الأعمال للبعض ونبض كل عمل لكاتبه «المزعوم» نبض يختلف عن الآخر، فضلا عن ضحالة الفكرة والمضمون، إلى جانب عدم قدرة ذلك الكاتب المزعوم بمعايشة القصة وتقمصها لإخراج عمل يرقى بسقف تطلعات أفكاره.
والمضحك في الأمر بأن عصابات اليوم لم تعد كالسابق، إذ باتت رائحة سرقاتها أعفن من أن تحتمل لدرجة أن صرحت إحدى الفنانات المصريات بكتابتها لقصة تلعب دور البطولة فيها أخيرا، على الرغم من علم الجميع في الأوساط الفنية بكونها أمية غير قادرة على القراءة والكتابة وعلى رغم مشوارها الفني الطويل والذي حققت فيه بعض الشهرة بأسلوب أو بآخر إلا أن جميع أدوارها القديمة والجديدة لم تؤديها إلا بمساعدة من شخص يقرأ لها النص لتقوم بحفظة فكيف لها أن تكتب قصة وأي الأبجديات الأدبية التي من الممكن أن تتبعها والحبكات الدرامية في الوقت الذي لا تستطيع فيه تميز الذال من الدال.
العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ