33 ألفا و718 مواطنا هم المستفيدون من علاوة/ معونة الغلاء، ونُشرت أسماؤهم أمس (السبت)، تبعتها عشرات الاتصالات من الصباح الباكر بالصحيفة غالبيتها شاكية من عدم إدراج اسمها سواء ضمن المستكملة بياناتهم أو غير المستكملة. معنى ذلك أن الرقم (المذهل) هو في حقيقته أكثر «ذهولا» بكثير فيما لو كشفت أسماء كل الذين تقل دخولهم عن 1500 دينار، واضعين في الاعتبار أن حتى المدير في البحرين ربما لا يتجاوز راتبه 700 دينار.
الرقم «المذهل» يكشف أن ربع (إن لم يكن أكثر بكثير) عدد البحرينيين - الذين وصل عددهم إلى مليون - يستحقون أن نطلق عليهم فقراء، ليس بمقياس عالمي لخط الفقر فحسب، ولكن بمعادلة مستوى دخل هؤلاء وارتفاع الأسعار ومستوى المعيشة في البلد عموما.
والأكثر «ذهولا»، أن يتزامن نشر الأسماء مع تدارس شركة «دلمون للدواجن» رفع أسعار الدجاج إن لم تحصل على دعم حكومي، وهو الدعم الذي فريت أكبادنا ونحن ننشده (لنا) فنشأ جنينا برقم «مذهل» ثم تقلص «عالآخر» ليولد بعد مخاض عسير «خديجا»! والخيار مطروح أمامنا: هل الأكثر فائدة لنا أن نتمسك بالخمسين والدنيا تشتعل بحيث لا يمكن حتى لمئة أن تطفئها، أم «نتصدق» بها لـ «دلمون» وأمثالها من الشركات التي لا غنى للمواطن عن منتجاتها، كي نطفئ طمع البعض منها في «خمسيننا»، ونضمن دعم الأخرى لنا ردا لجميلنا معها؟!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ