كان حريا بمهرجان ربيع الثقافة أنْ يضم احتفالية أسرة الأدباء والكتّاب بيوم الشعر العالمي ضمن فعاليات المهرجان، وسواء أكان التنسيق مفقودا أم متعمّدا، فإنّ تضارب البرامج والفعاليات الثقافية بهذا الشكل الذي يؤكّد هلهلة الجسد الثقافي البحريني وضعفه هو ما لا يجب أن يتم السكوت عنه.
لقد استطاعت أسرة الأدباء والكتاب عبر نتاجها الثقافي أن تعيد الحياة من جديد لهذا الكيان الذي تعول عليه النخبة المثقفة في البحرين الكثير، ورغم ضعف الإمكانات - ونحن نعلم الحال - وصعوبة إدارة المؤسسات بجهود تطوعية وابتعاد بعض الأسماء التي نؤكّد ضرورة عودتها فلقد استطاعت الأسرة من خلال جهود مجلس ادارتها أنْ تعيد للأذهان شيئا مما كانت عليه في فترتها الذهبية.
احتفالية يوم الشعر العالمي التي بدأت تخفت العام تلو الآخر - جراء ضعف الإمكانات - هي بالتأكيد نتاج اهمال المؤسسات الحكومية المسئولة لهذه المؤسسة، وهي أيضا، نتاج انعدام التخطيط في توجيه الإستثمارات الثقافية تجاه الكثير من المؤسسات الأهلية التي قدمت ولا تزال، إنتاجات ثقافية مميزة ونجاحات كبيرة داخل البحرين وخارجها.
لقد استطاعت أسرة الأدباء والكتاب وبعض المسارح الأهلية أن تخلق للبحرين صورة ثقافية تليق بها فيما غاب الآخرون أو تفرغوا للبهرجة والظهور على صفحات الصحف وشاشات التلفزة، وتستحق مثل هذه المؤسسات من الدولة ممثلة بوزارة الإعلام الرعاية والاهتمام والتشجيع. وليس تواضع برنامج الأسرة في هذا العام إلا نتاج طبيعي لإهمال تأصّل في اجهزة الدولة التي تحتاج إلى مَنْ يستطيع أن يعيد الجسور المقطوعة من جديد، وأنْ يبعث فيها الحياة. خصوصا وأن هذه الجسور المقطوعة قد تسببت حتى اليوم في اخفاقات غير معهودة وفي ضعف المنتوج الثقافي لأكثر من مؤسسة ثقافية كان من المفترض أنْ تكون خطواتها أكثر ثقة وأن يكون إنتاجها أكثر جودة وقوة وتنوعا.
العدد 2022 - الأربعاء 19 مارس 2008م الموافق 11 ربيع الاول 1429هـ