يقال لا تسأل المرأة سؤالين، أولهما يدور حول عدد سنوات عمرها، وثانيهما حول عدد شموع كعكة عيد ميلادها، ولعل هذا الأمر، ولاسيما في مسألة السن، قد تجاوزته الفنانات الأجنبيات بدليل أنهن يجاهرن بأعمارهن، بل ويتباهين بدخولهن سن الثلاثين واقترابهن من سن الأربعين أيضا، في الوقت الذي مازالت الفنانات العربيات تعشن هذا الهاجس وتسعين إلى العودة بعقارب الساعة إلى الوراء بشكل مستميت، بغض النظر عن مدى جدوى محاولاتهن التي غالبا ما تثير الضحك وتكون محط سخرية الجميع.

وليس أدل على ذلك من تجسيد الممثلة المصرية غادة عبدالرازق لدور حبيبة الفنان اللبناني سامو زين في فيلم «90 دقيقة»، ولعل غادة تغافلت أنه لا يمكن لها أن تكون حبيبته ولو من باب المصادفة أيضا! قد يكون صديقا أو جارا أو زميل عمل، وقد يكون أخا لها «تجاوزا» ولكن حبيبا؟... لا نعتقد! علها بحاجة إلى النظر مجددا في شهادة ميلادها.

وما زاد الطين بله مع الفنانة المصرية يسرا في مسلسلها «ملك روحي»، إذ تجرأت وعمدت إلى تجسيد دور زوجة الممثل المصري أحمد عزالدين، ويا لسخرية القدر فهي من جيل وهو من جيل آخر، ولا يمكن لكلا الجيلين أن يلتقيا في هذه الظروف، ويمكن للمشاهد العادي أن يلتمس ذلك.

عمليات التجميل، الغنج المبالغ فيه ومواكبة آخر صيحات الموضة، وإطفاء بعض من شموع كعكة عيد الميلاد، وسقوط البعض الآخر سهوا... أمور علها لم تعد كافية لتعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتنسي بعض الفنانات أعمارهن الحقيقية، لدرجة أن عمدن إلى تقمص أدوار ليست بأدوارهن، والنتيجة عدم قدرتهن على إقناع الجماهير بما يقدمنه، وبالتالي فشل أي مضمون يقدمنه أو المساهمة في فشله على أقل تقدير.

حكمة اليوم: «الشباب شباب القلب والروح».