منظومة الاحتراف بدأت تغزو كل بلد ودولة ورياضة، والدول التي كانت غير معروفة ولا تملك الإمكانات المادية والفنية أصبحت الآن في ظل المتغيرات أو عصر الاحتراف دولا يشار لها بالبنان وربما تكون في المستقبل قوة عظمى لأنها تقوم بتطبيق الاحتراف وهو الأمر الذي حدث مع اليابان مثلا.
والاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدأ في السير قبل سنوات من أجل جعل كرة القدم الآسيوية منظومة تسير وفق آلية الاحتراف، والاحتراف بالمعنى المفهوم عالميا هو الوظيفة المهنية التي يمارسها الفرد في المجتمع لكي يصل إلى ما يصبو إليه من تحقيق الطموح والهدف.
قبل أيام جمعني حديث مع مراقب المباريات بالاتحاد الآسيوي اللبناني منعم فاخوري الذي راقب مباراة المحرق وصور العماني ضمن مباريات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، فوصل حديثنا إلى الاحتراف وسألني إن كان هناك مشروع لتطبيق نظام الاحتراف هنا في البحرين، فلم استطع الرد عليه وتلعثم لساني قليلا وفي النهاية أجبته بالنفي، فأكد فاخوري أن هذا العصر هو عصر الاحتراف وعلى الجميع أن يواكبه وإلا فمن سيتخلف عن الركب سيجد نفسه وحيدا لا معين له في ذلك حتى ينتهي به الحال للبقاء في بحر الظلام.
والسؤال الموجه للمسئولين والقائمين على شئون كرة القدم البحرينية، هل هناك مشروع لإطلاق منظومة الاحتراف في رياضتنا ولو في الأفق البعيد من أجل الارتقاء بالكرة البحرينية، أو بمعنى آخر هل هناك تفكير أو تخطيط مستقبلي بتطبيق الاحتراف أم ستبقى كرتنا أسيرة للهواية في عصر الاحتراف.
أعلم ويعلم الجميع مدى الصعوبات التي تواجه رياضتنا عموما وكرة القدم خصوصا، ولكن نحن بحاجة ماسة إلى من يرسم لنا خطوات طريق النجاح، كما أننا بحاجة إلى من يرسم لنا ملامح المستقبل.
ويعد الوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته وفرصه من المقومات الرئيسية في صناعة النجاح سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الجماعي، ويُعد التخطيط للمستقبل من أقوى العوامل للوصول للأهداف المطلوبة، وتحقيق الغايات المرسومة، فالنجاح في أي عمل ما هو إلا ثمرة من ثمار التخطيط الناجح، أما الفشل فيعود لغياب التخطيط للمستقبل.
تطبيق الاحتراف هنا في البحرين في الوقت الحاضر يعد ضربا من ضروب الخيال وخصوصا أن واقعنا يعتبر مأسويا لغياب المنشآت والدعم المادي، وقبل التفكير في تطبيق الاحتراف علينا أولا التفكير بتمهيد الأرضية الصالحة من خلال إيجاد المنشآت القادرة على استيعاب جميع المنافسات المحلية سواء لأنديتنا أو لمنتخباتنا، وبعدها إيجاد الإدارات والإداريين القادرين على وضع الأسس الصحيحة والسليمة لتطبيق بنود الاحتراف وبعدها يمكننا أن ندخل ونلحق بركب المحترفين.
الاحتراف هو من مقومات التقدم والتطور في كرة القدم وربما خطواتنا بطيئة جدا في هذا المجال وبعيدة كل البعد عنه، ونعود ونطرح هذا السؤال لماذا نحن متأخرون؟
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 2017 - الجمعة 14 مارس 2008م الموافق 06 ربيع الاول 1429هـ