لم تخرج جلسة أمس الأول النيابية عن إطار السيناريو المتوقع لها، إلا أن بعض الإشارات الإيجابية التي قرأناها في مبادرات بعض العقلاء لترطيب الأجواء وإيجاد مخارج (واقعية) هي التي تبشر بالخير وتجعلنا نطمئن إلى انفراج قريب ربما.
التصريحات المتشنجة والتسقيطية لم تفاجئ المراقبين، ولكن الكل كان يتمنى أن تبدو كلمات الكتل وخصوصا عبر بياناتها الرسمية موزونة ومسئولة أكثر، خوفا من تداعيات غير محمودة. فالبحرين ليس بوسعها هذه الأيام تحديدا تحمّل أزمات من هذا النوع، نظرا إلى الواقع الإقليمي ومشكلات التفكك الداخلي من ناحية، وإلى واقع الجوار الكويتي الشبيه بالتركيبة البحرينية من ناحية أخرى. لأن الدخان عندما يبدأ يتصاعد فإن إيقافه ليس بالأمر الهيّن. الكل يحذّر من الفتنة، والكل يتخوف من جر نيران الجوار العراقي إلى البحرين، وقليلون هم الحريصون على ذلك بأفعالهم.
معلوم أن فتنة «الاستجواب» تفاقمت بعد تراكم الكثير من الملفات العالقة التي كانت تنتظر حلحلتها إما عبر الحكومة وإما عبر البرلمان، وما اللقاء الأخير الذي جمع «الوفاق» برئيس الوزراء إلا خطوة على الطريق الصحيح يجب أن يتشبث بها كل الأطراف للخروج بهذا البلد من عنق الزجاجة.
لن ننتظر لحظة الانفجار أبدا، لأننا نعوّل على ذوي العقول الكبيرة التي تحرص على أمن بلدها من كل الأطراف
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ