سئل ادونيس ذات وقت، لمن من الروائيات العربيات تقرأ؟، فكر قليلا، في محاولة منه على مايبدو لاستحضار اسم روائية أو كاتبة عربية، ثم أجاب لا أحد، وبرد قد يكون متقصدا من الاعلامي زاهي وهبي طرح تساؤلا لم يرم من ورائه إلى الحصول على إجابة من ضيفه وإنما كان مجرد تعليق، لكنه تعليق غير اعتباطي، كان تعليقا مقصودا، فالمثقف لا يطلق تعليقات اعتباطية، علق زاهي وهبي بالقول، لماذا عندما نتكلم عن الرواية النسوية العربية نقف دقائق لاستحضار اسم ما؟، هكذا أطلق التساؤل ومر.
لنا في العالم العربي من التجارب النسوية في المجال الأدبي الكثير الذي نفخر به ونشيد بابداعات صاحباته، لكن على الرغم من هذه التجارب العريقة في عديد البلدان فإن القليلات فقط من الأديبات والروائيات العربيات من نذكرهن ونتأثر لكتاباتهن.
وقد نذهب حتى إلى حد القول بأن نوال السعداوي تعد من الاديبات العربيات القليلات اللاتي تمكّن من الاصطفاف جنبا إلى جنب مع الأديب الرجل، قد يكون ذلك بفعل الزوايا الجدلية التي تتطرق إليها السعداوي ما جعلها في أكثر من مناسبة محل جدل كبير في الاوساط الأدبية.
من الطبيعي والعالم يحتفي بالمرأة أن نقوم بعملية إحصائية ولو سريعة عن المجالات التي برزت فيها المرأة في القطعة التي تهمنا من هذا العالم، في المنطقة العربية و الأهم من ذلك المجالات التي تمكنت فيها من احتلال مكانة مرموقة، العملية الاحصائية البسيطة لم تخلف فينا غير الشعور بالأسف فذاكرتنا لا تحتفظ بأسماء كثيرة لروائيات أو كاتبات لكنها في المقابل تحتفظ بقائمات طويلة من أسماء الممثلات والمطربات، لا أخفي أني فزعت لهذه النتيجة، الابداع مقسم بطريقة قد تكون مقصودة وقد تكون غير مقصودة لكن الواقع يؤكد أن الابداع الفني فضاءها، أما الابداع الفكري فهو فضاء آخر تحضر فيه وتغيب عنه في الوقت ذاته
العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ