مرزوق يتابع الأفلام الأميركية في العراق، وعلى رغم انه لم يكن مرتاحا لعرض حرق بغداد وكأنه فيلم كارتوني، فإنه اكتشف ان المفوض السامي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تومي فرانكس أيضا غير مرتاح من الأفلام الأميركية في العراق... وهذا أفرح مرزوق لأنه، أخيرا، وجد شيئا يجمعه مع المفوض السامي. غير ان مرزوق اكتشف ان المفوض السامي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس مرتاحا لأن الأفلام الأميركية لا تعرض كيفية حرق بغداد فقط، وإنما تعرض صورا عن طائرة أباتشي اسقطها (هكذا يقول وزير الإعلام العراقي) فلاح عادي ببندقية قديمة جدا ربما من أيام الحرب العالمية الأولى.
الأميركان (مساكين) صدقوا كلام المعارضة العراقية (الصفة الحقيقية لهم: بياعو حكي) التي أقنعت أبطال الأفلام الأميركية بأن الشعب العراقي بدأ يزرع الورد الأحمر لتوزيعه على الجنود الأميركان الذين سيحررون العراق.
بل ان مرزوق يظن ان الأميركان زعلانين على «بياعي الحكي» العراقيين الذين أخذوا خمسين مليون دولار لمساعدة العراقيين لزرع الورد الأحمر الذي سيوزع على الجنود الأميركان، واكتشف الأميركان لاحقا ان الخمسين مليونا وزعت على الحسابات هنا وهناك واشترى بعض بياعي الحكي وردا أحمر لزوجاتهم أو صديقاتهم بقيمة خمسة دولارات واحتفظوا بالبقية ولم يعطوها الشعب العراقي لزرع الورد الأحمر...
وبسبب قلة وجود الورد الأحمر استعان العراقيون بطلقات رصاص من أيام الحرب العالمية الأولى يستخدمونها في الأفراح وأطلقوها على الأميركان في الفرح... ولكن رصاصات الفرح أصابت واحدة من أخطر الطائرة المروحية لدى الأميركان (هذا إذا صدقنا بياع الحكي وزير الإعلام العراقي)... أحد بياعي الحكي العراقيين الذين يسكنون في واشنطن اتصل بأحد ضباط المخابرات الأميركان لإقناعه بالحصول على خمسين مليون دولار أخرى للمساعدة في شراء وتوزيع ورد أحمر هذه المرة، ودار بينهما هذا الحوار:
بياع الحكي: داني... صدقني ان الخلايا العسكرية التي تحت يدي والموجودة حتى في قصر صدام تؤكد لي ان العراقيين لم يستطيعوا تقديم الورد، لأن الورد الأحمر الذي زرعوه قبل فترة مات بسبب طول انتظار العراقيين لحرب التحرير الأميركية، ولو تعطوني هذه المرة خمسين مليون دولار فسترون كل شيء يتحقق خلال أيام لأننا سنصدِّر الورد الأحمر الى العراق (عبر الكويت) هذه المرة بدلا من زرعه...
رجل المخابرات الأميركي (داني): شت آب... اخرس... فلقد ضحكت عليّ بما فيه الكفاية ووزعت الأموال التي حصلت عليها على صديقاتك وعلى حفلاتك... شت آب.
بياع الحكي: انت لا تصدقني، وأنا لا ألومك لأن بعض القنوات التلفزيونية رفضت ان تنشر صور الورد ونشرت صورة الأباتشي فقط...
داني: شت آب... نحن هناك في العراق ونرى كل شيء بأعيننا بينما أنت تعيش هنا خارج العراق منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة، وحتى لهجتك أصبحت أميركية وليست بها لكنة عراقية، وشعبك يكرهك بقدر ما يكرهنا...
بياع الحكي: أعطني فرصة أخيرة لأثبت لك...
داني: شت آب... وأحسن لك تخفي نفسك لأنني إذا شفتك سأنهال عليك ضربا حتى الموت...
بياع الحكي: اسمح لي أوضّح...
داني: شت آب... لا أريد أي شيء منك أو من غيرك فسنحرقكم ونحرق شعبكم لأنكم ضحكتم علينا..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 201 - الثلثاء 25 مارس 2003م الموافق 21 محرم 1424هـ