اتفق وزراء الخارجية العرب أمس الأول (الأربعاء) على حضور القمة العربية في دمشق بعد أن كانت مهددة بانخفاض كبير في مستوى التمثيل العربي، وذلك على إثر الخلاف بين سورية من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى، بشأن الملف اللبناني.
من ناحية أخرى، خلص وزراء الخارجية العرب إلى استنكار الهجوم الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والذي طال أرواح الكثير من الأبرياء، وذلك من دون الخروج برد فعل - ولو بسيط - على هذه «المحرقة الإسرائيلية» كما اطلق عليها نائب وزير الدفاع الاسرائيلي.
الغريب ان الاستنكار العربي جاء بعد مرور أسبوع على بداية «المحرقة» التي راح ضحيتها عشرات الشهداء من بينهم أطفال رضع ونساء بالاضافة الى مدنيين.
الخلافات التي تحدث عنها وزراء الخارجية العرب كان يمكن ان تحل بطريقة اخرى بعيدة عن الخلاف الواضح الذي اتسم به البيان الختامي. فهل يعرف وزراؤنا العرب إن شعوب المنطقة بأمس الحاجة الان إلى موقف عربي موحد لإنقاذ أرواح الأبرياء من الرضع والأطفال، الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في غزة؟، أم إن الأفضل لهم أن يستمر الخلاف على آلية فرض القوة بين الدول العربية على بعضها بعضا، متجاهلين بذلك أهم الثوابت التي يفترض أن تحكم علاقاتهم الثنائية.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 2009 - الخميس 06 مارس 2008م الموافق 27 صفر 1429هـ