أفاقت الطفلة فاطمة - التي عرفت بـ «فاطمة سترة» نسبة إلى المنطقة التي تنتمي إليها - من الغيبوبة التي وقعت فيها لأربعة أيام متتالية عند الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الإثنين الماضي، لتعود إلى منزلها وتعيش سعيدة مع أفراد أسرتها.
سبب الغيبوبة التي وقعت فيها فاطمة استنشاقها غازات مسيلة للدموع ألقتها قوات مكافحة الشغب، على حين لم يكن لفاطمة أي ذنب سوى أنها كانت متوجهة لشراء عصير!
من الطبيعي جدا ألا تتذكر فاطمة سوى اللحظات الأخيرة لها قبل أن يغمى عليها. فستذكر لمن هم حولها صورة ورائحة الغازات المسيلة للدموع ووقوعها لتكون واحدة من بين مئات إن لم يكن آلاف الأبرياء الذين يتعرضون لاستنشاق مسيلات الدموع الضارة.
قلتها كما قالها غيري مرارا، ولا نزال نكرر: إن مسيل الدموع لن يضر أي متجمعين أو متظاهرين بقدر ما يضر الأهالي الذين يسكنون في بيوتهم؛ بسبب كون الساحات مفتوحة أمام من هم في الطريق للفرار، إلا أن الأهالي إذا فكروا في الفرار فإلى أين يفرون من منازلهم؟
يرحم الله جميع الأطفال الذين توفوا متأثرين من استنشاق الغازات المسيلة للدموع في العالم، وليحفظ فاطمة لوالديها. ولكن هل تضمن لنا وزارة الداخلية نجاة كل طفل أو شاب أو امرأة أو عجوز أو مريض من الغازات نفسها في المستقبل؟
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2008 - الأربعاء 05 مارس 2008م الموافق 26 صفر 1429هـ