على رغم اتفاقنا على ضرورة تقليص عدد فرق دوري الدرجة الأولى لكرة القدم من 12 حاليا إلى 8، فإننا نتفق كإعلام وشارع رياضي بل وحتى أندية على خطأ قرار اتحاد الكرة بتطبيق دوري الدمج الموسم المقبل بين أندية الدرجتين الـ 19 وفي ضوء نتائجه يتم تصنيف الفرق على الدرجتين.

وبرر اتحاد الكرة قراره الذي اتخذه متزامنا مع نهاية القسم الأول من الدوري الجاري بأنه يرجع إلى رغبة الأندية في تطبيق دوري الدمج بواقع 10 مع الدمج و9 مع المقترح الثاني بهبوط 3 فرق «العاشر والحادي عشر والثاني عشر» من الدرجة الأولى إلى الثانية، مع صعود بطل الثانية إلى الأولى. ليكون العدد 10 فرق، بالإضافة إلى أن الدمج يأتي تماشيا مع ما جاء في ورشة عمل الفيفا التي عقدت العام الماضي ونصت على ضرورة تقليص عدد فرق الدوري العام إلى 8.

وهنا نرد بأنه كانت أمام اتحاد الكرة كجهة راعية ومنظمة للعبة خيارات وأفكار عدة، وهو الذي يدرك جيدا أن المصلحة العامة تتطلب أحيانا اتخاذ قرارات حاسمة خصوصا أن الاتحاد أولا والكرة البحرينية ثانيا دفعا ثمن قرار رغبة الأندية بزيادة عدد فرق الدرجة الأولى من 10 إلى 12 الموسم قبل الماضي بعد إلغاء هبوط فريق البحرين على رغم علم الاتحاد وعدد من الأندية المعترضة حينها وأبرزها الأهلي على ذلك القرار الذي نحاول الآن تصحيح مساره الخاطئ.

ثم هل عمل اتحاد الكرة حساب مجريات الأمور في مباريات القسم الثاني من الدوري بعد ما أدركت الفرق أنه لا يوجد هبوط، والمنافسة على اللقب أصبحت واضحة بصورة كبيرة ليبقى الصراع الوحيد على البطاقات الثانية والثالثة والرابعة لكأس سمو ولي العهد «المربع الذهبي»، وبالتالي فإن مبدأ الحيادية والنزاهة في مباريات أطراف صراع المربع وبقية الفرق التي لا ناقة لها ولا جمل في الدوري سيكون على المحك، وسيستمر هذا الوضع في دوري الدمج الموسم المقبل خصوصا بعدما تعرفت الفرق على أوضاعها لترتيبها مبكرا.

وفي الشق الآخر من الموضوع نطرح بقوة انه لماذا جاء تنفيذ أولى أفكار وتوصيات ملف تطوير «الفيفا» على الدوري فقط، على رغم أن هذه المشكلة تعتبر ثانوية وليست أساسية قياسا بالتوصيات المهمة الكثيرة التي تضمنها تقرير «الفيفا»، وكأننا اعتدنا على العلاج بالمسكنات المؤقتة والحلول الترقيعية لمشكلاتنا الرياضية وليست الحلول الجذرية وهو «لب» مرضنا الكروي المزمن.

وكان بإمكان اتحاد الكرة تسيير الدوري بوضعه الطبيعي في الموسم الجاري، على أن يعلن قبل بدء الدوري المقبل أن الفرق الأربعة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية التي سيصعد بطلها إلى الأولى ليكون العدد 8 فرق بدلا من إهدار جهود موسمين الجاري والمقبل من دون جدوى مع احتمال حدوث مشكلات.

وما حدث يذكرنا بالمثل الشعبي القائل «جاء بيكحلها عماها»!