بينما كان المفوض السامي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تومي فرانكس يستعد لبدء هجماته المرعبة والمرهبة له ولغيره، كان رئيسه (رئيسنا أيضا في المستقبل القريب) يتحدث عن «خريطة الطريق» في فلسطين...
مرزوق احتار مع خريطة الطريق، ولماذا يجب ان تتوجه هذه الخريطة إلى تل أبيب. ولكن استغراب مرزوق زال عندما تحدث مع أحد اصدقائه:
مرزوق: ما رأيك في خريطة الطريق «الأميركية»؟
صديق مرزوق: الأميركان من حقهم أن تكون لهم خريطة طريق مثلهم مثل غيرهم...
مرزوق: لا، لا. أقصد خريطة الطريق، يعني خطة أميركا لحل الأزمة الفلسطينية.
صديق مرزوق: أيام الرومان، قبل أكثر من ألفي سنة، كانت كل الطرق في نصف المعمورة التي كانت تسيطر عليها الدولة الرومانية تؤدي الى روما. وبالتالي فإن أسهل الطرق كانت الطريق التي تتوجه الى روما، لأن كل البلدان تابعة إلى روما ولابد ان الطريق الأوسع هي طريق وصول الجيش الروماني وطريق إيصال الضرائب والمنتجات إلى روما.
مرزوق: وما دخلي بروما، أنا أتحدث عن فلسطين...
صديق مرزوق: نعم، ولكن كل الطرق يجب ان توصلك الى تل أبيب...
مرزوق: ولكن عاصمة أميركا واشنطن وليست تل أبيب...
صديق مرزوق: نعم، ولكن واشنطن بعيدة نوعا ما، واللوبي اليهودي مرتاح هناك ولا يريد أي أحد يذهب الى واشنطن ولذلك وجهوا حركة المرور الى تل أبيب...
مرزوق: ولكن تل أبيب أو القدس...
صديق مرزوق: القدس المحتلة وتل أبيب وقريبا بغداد كلها مدينة واحدة، ولا يهم من الآن فصاعدا...
مرزوق : ولكن بغداد صامدة وربما لا تقع...
صديق مرزوق: إذا لم تقع بغداد فإن الجيوش الأميركية ستحرقها وستبني مدينة أخرى اسمها «نيو - بغداد» وتربط «نيو - بغداد» بالقدس بتل أبيب.
مرزوق: ولكن لماذا يخلقون «نيو - بغداد» إذا كانوا قد أخذوا منا فلسطين وحولوها الى اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على واشنطن ونيويورك؟
صديق مرزوق: «نيو - بغداد» ستكون تل أبيب ثانية، وسيعسكر الجيش الأميركي في المدينة وسيتأكد من ان كل الأجواء خالية عندما يقرر الجيش الإسرائيلي مهاجمة أية دولة عربية أو إسلامية...
مرزوق: إذن خريطة الطريق هي...
صديق مرزوق: نعم، خريطة الطريق هي فتح كل البلدان العربية لتل أبيب لكي تصل المنتجات الإسرائيلية والطائرات الإسرائيلية الى أي مكان في بلادنا العربية والإسلامية.
مرزوق: وماذا يحصل مقابل ذلك...
صديق مرزوق: لا شيء، لأن الكرامة قد انتهت، وحقوقنا استلبها الحكام قبل الصهاينة والأميركان، ونفطنا...
مرزوق: ماذا عن نفطنا؟
صديق مرزوق: نفطنا سيوصل بالأنابيب الى تل أبيب ومن هناك الى واشنطن ويخزن هناك ثم يباع علينا بخمسين دولارا لكل برميل، وبما أننا لن نستطيع فستخفض لنا تل أبيب السعر الى 25 دولارا على أن تدفع الأجيال القادمة الـ 25 دولارا الأخرى إليها... وهكذا تضمن خريطة الطريق استعباد أجيالنا وإهانتها، كما نستعبد ونهان في عصرنا الحاضر..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 200 - الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ
