العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ

نظرة على البحرين من لندن

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يستطيع المرء أن يتجاهل التطورات الإصلاحية التي حدثت في البحرين منذ فبراير/شباط 2001 وحتى الآن، هذه الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 600 ألف نسمة بمن فيهم الوافدين من غير البحرينيين.

لقد حقق شعب البحرين نسبيا بعد نضال طويل جزءا من المطالب التي طرحتها القوى الوطنية بروافدها واتجاهاتها كافة من خلال الانتفاضات الشعبية التي خاضت غمارها جماهيرنا ابان حكم الاستعمار البريطاني والحقبة الظلامية أيام قانون أمن الدولة السيء الصيت الذي عايشه شعبنا.

والبحريني الآن يتمتع بنسب لا بأس بها من المكتسبات خصوصا فيما يخص حرية التعبير، التي لا تزال ممارستها جديدة على مجتمعنا البحريني الذي لم يتخلص حتى الآن من عقلية الحقبة الماضية فآثارها تتجلى في مشاهد ومواقف مختلفة قد يرصدها الزائر إلى البحرين.

ومع ذلك فهامش الحرية الحالي هو نقطة ايجابية تحتسب للشارع البحريني وأيضا لوجه البحرين في الخارج التي كانت سمعتها في الماضي مثقلة بسخط وانتقادات نارية سواء من المعارضة بالخارج بمختلف اتجاهاتها أو من قبل المنظمات الدولية التي كانت لا تخلو قوائمها من اسم البحرين.

أما الآن فعندما تذكر لأحدهم أنك من البحرين في لندن أو غيرها من العواصم سواء أكان دبلوماسيا أم صحافيا أم حقوقيا. فنظرة كل من هؤلاء قد اختلفت اليوم خصوصا بعد أن خلت سجون البحرين من سجناء الرأي وسمح للمنفيين بالعودة إلى ديارهم دون قيود.

لكن هذا لا يمنعنا من القول ان وضع البحرين كان متأزّما قبل عامين على المستوى الدولي، وتلك حقائق لا يستطيع التاريخ حذفها أو شطبها من ملف تاريخ البلاد الحديث.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المعارضة البحرينية في لندن قد نشطت بصورة واضحة في أواخر التسعينات، واستطاعت أن تستقطب نشطاء سياسيين وحقوقيين من خلال لقاءاتها مع المنظمات الحقوقية ومشاركتها في البرامج التلفزيونية والاذاعية في وسائل الاعلام العربية والأجنبية عبر استعراضها لقضايا انتهاكات حقوق الأنسان، التعذيب، المنفيين قسريا إلى المطالبة بعودة الحياة البرلمانية التي عايشها البحرينيون عامين فقط بعد حل البرلمان في العام 1975.

تلك قضايا كانت ولاتزال محل اهتمام الشارع البحريني الذي لايزال يتساءل عن الايجابيات التي تحققت من قبل البرامج الاصلاحي، وان كان البعض يشك في نوايا هذا البرنامج.

ان كانت المعارضة البحرينية في لندن قد لجأت إلى تنظيم المؤتمرات الصحافية وتوزيع المنشورات إلى التظاهر أمام مبنى السفارة البحرينية في العاصمة البريطانية لإبراز مطالب الشعب على المستوى العربي والدولي وهي لاتزال تلعب هذا الدور إزاء قضايا أخرى برزت على الساحة. فإن الجانب الدبلوماسي المتمثل بالسفارة البحرينية في لندن وسفيرها الحالي قد كثفت انشطتها في الآونة الأخيرة عبر تعزيز لقاءاتها مع الجمعيات الإسلامية في لندن، والتطرق في الصحف الأخرى غير المحلية إلى مواضيع كالانتخابات وعودة المنفيين بشكل مغاير عما كان عليه في السنوات الماضية.

لقد افرزت التطورات الإصلاحية في البحرين مفاهيم وأدوات جديدة في الحوار والتجادل، وفي كيفية ابراز الشكل الجديد للبلاد سواء من الجانب الرسمي أو المعارض، حتى أصبحت المعارضة يسمع صوتها من داخل وخارج البلاد بعد أن كان صوتها ممنوعا في الداخل لكنه مسموع عبر وسائل مختلفة في الخارج.

الوسط - ريم خليفة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً