في عالم الرياضة في كل الألعاب عندما تحدث مواجهة رياضية بين طرفين فإن حسابات الفوز والخسارة أمر وارد وطبيعي وإن كان أحدهما قويا يتفوق على الآخر بكل الإمكانات المتاحة سواء كانت فنية أو ذهنية أو نفسية أو الطاقة البشرية، فهذا الأمر ليس غريبا أن يفوز هذا الضعيف والمتأخر في الترتيب على ذلك القوي والمتمكن في ظروف معينة، وهناك الشواهد والقرائن التي تدل على ذلك ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما كان ذلك على كل المستويات الخارجية. وبالتالي لا غرابة ولا عجب بأن يفوز فريق على آخر وخصوصا في ظل المنافسة الشريفة.
ولكن من الغرابة والشواذ في عالم الرياضة أن يتعمد فريق الخسارة وبأسلوب مقزز واستفزازي ترفضه الأعراف والأخلاق الرياضية قاطبة بل تشمئز منه وفيه قتل للروح الرياضية وتشم منه الرائحة النتنة لوضع غير سوي يقود الرياضة إلى ما لا يحمد عقباه.
ومباراة الكويت وايران الاخيرة جاءت خسارة الاول متعمدة بهدف إبعاد فريق مستحق (منتخبنا) للتأهل لأسباب انتقامية لا علاقة لها بالمنافسة الشريفة وبالشأن الرياضي داخل الملعب.
فمثل هذه الخسارات لا تكن إلا ممن أراد الانتقام بأسلوب فاضح ومرفوض عقلانيا.
وهنا نسأل: هل كان بإمكان الفريق الإيراني الفوز على المتصدر لمجموعته الكويت في البطولة الآسيوية لكرة اليد المؤهلة لنهائيات كأس العالم؟ الجواب منطقيا وعقلانيا وبلا جدال نعم بإمكان الإيرانيين الفوز مادام الفريق لديه القدرة على المنافسة ولا غرابة لو سارت الأمور طبيعية... الا ان الأسلوب الذي شاهدناه والفاضح والجلي للعيان الذي افتعله المنتخب الكويتي (الشقيق ...) في المباراة كان اسلوبا مكشوفا ومعروفا وليس هناك اي محلل رياضي للعبة كرة اليد يشك في النية الكويتية المبيتة وهي نية سوداء ... ولا نعتقد ايضا أن هناك شخصا منصفا عند تحليل مثل هذه الأمور يقول إن إيران بإمكانها الفوز خلال دقائق معدودة وخاطفة (آخر ثلاث دقائق ونصف) في ظل المسرحية والمهزلة التي كان عليها الفريق الكويتي في عدم العودة لتغطية دفاعه والسماح للاعبي إيران بإحراز الأهداف وخصوصا حارسهم البارع المانع للكرات بكل فدائية إذ كان حارسا عملاقا في المباريات السابقة وإذا به يصبح «مشخالا وشوارع» من كل حدب وصوب لا يقوى على شيء وكأن بطولته المزيفة استعادها في هذا اليوم (يوم المباراة) الذي حرم منتخبنا الوطني من استحقاقه للتأهل... ولا ادري بأي حال احلل تصريحات لاعب الكويت عبدالله ذياب بعد المباراة مباشرة عندما قال في رده على سؤال لقناتهم الرياضية عن سبب التحول الغريب والمفاجئ في المباراة فأجاب بعذر (أقبح من ذنب) بأن ضغط الجماهير أفقدهم التركيز مع أن علم النفس يقول «إن الدقائق الأولى هي الفيصل في خروج الفريق من الحذر وامتصاص الضغط»، وإذا ما وفق أي فريق يلعب أمام صاحب الأرض والجمهور فبالتالي ما حدث في الشوط الثاني كان فيه الأزرق متسيدا الملعب غير عابئ بجماهير إيران الغفيرة ولكن إنما هي دغدغة لسان يتحايل بها على من يغمض عينيه عن هذه الحقيقة المرة.
ما نريد قوله: لماذا سمح الجهازان الفني والإداري واللاعبون في الكويت بأن يسيئوا إلى تاريخ الكويت الناصع والبطولي بأسلوب انتقامي لموقف اتحاد اليد في البحرين تجاه الاتحاد الآسيوي الذي يتسيده أبناء الكويت وجعلوا من المنافسة الشريفة طريقا لتنفيذ خططهم المرسومة التي ظهرت من أول يوم لوصول الوفد البحريني إلى أصفهان الذي لاقى المر والمتاعب والاهمال والمعاملة السيئة، ناهيك عن اساليب الضغط الملتوية سواء من المنظمين او بعض المسئولين في الاتحاد الآسيوي على الوفد البحريني وفريق اليد.
ويا للأسف أن تضرب الأخلاق الرياضية وتطعن بخناجر الانتقام بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة، ونحن متأكدون أن هذا الجرم الشنيع الذي ارتكبه الكويتيون في حق أنفسهم لن يدوم طويلا وستكون بداية الانهيار والسقوط المر وعليهم أن يتذكرونا جيدا بان الأمر الخارج عن نطاق العقل لا بد له أن يسقط وتفضح عواقبه طال الزمن أو قصر وعندها لا ينفع الندم والأسف والحسرة، وسيأتي الرد البحريني في الملعب وهو الاسلوب الذي سارت ومازالت تسير عليه فرقنا الرياضية قاطبة وهي المعروف عنها باللعب النظيف والشريف والنزيه منذ ان تأسست اتحاداتنا الرياضية والتاريخ يشهد بذلك.
أما عن أبطالنا الكبار الذين عادوا إلى الوطن وهم متوجون بحبنا وتعاطفنا على رغم المرارة والحسرة فإننا نقول لهم ارفعوا رؤوسكم عاليا فقد شرفتمونا جميعا بقلوب بيضاء (وهي طيبة اهل البحرين المعروفة لاهل الخليج في مدنها وقراها) خالية من الضغينة والحقد والانتقام... بل كنتم سفراءنا المشرفين بمستوى فرض نفسه على الجميع وعدتم وانتم كبار بل ابطال. يعجز اللسان عن الوصف لما كنتم عليه هناك بأصفهان في ملحمة إثبات الوجود، وما احترام الفرق الاخرى لكم الا اكبر دليل.
أما كلامي لاتحادنا العزيز وقبلها للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، فإننا نعلم وندرك حجم المعاناة التي كنا عليها (جميعا) إلا أن أي قرار يتخذ ضد هذه المهزلة والمسرحية الفاضحة لابد أن يحكم بالعقل أولا والمصلحة الوطنية بدراسة شاملة للحوادث بإشراك المتخصصين حتى نستطيع أن نصل إلى قرار صارم يعيد لنا حقوقنا المسلوبة بعيدا عن العاطفة والعصبية والحماس الوقتي لأننا مازلنا نشعر بالظلم ولا يجوز السكوت على ما جرى ولكن كما قلت فليحضر العقل أولا لتحديد أجندتنا المستقبلية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ