العدد 1995 - الخميس 21 فبراير 2008م الموافق 13 صفر 1429هـ

«البونغو» و«المونغو» والقطط السمان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد اجتهدت وزارة الخارجية وتعبت كثيرا حتى أكملت مسْودّة تقرير حقوق الإنسان، وإن شاء الله تسوّي «مبيضّة» للتقرير علشان يبيّض وجه البحرين، وياليت تخلّي فيه إشوية أشياء عن «التمييز» علشان يصير ممتاز.

طبعا ما يتوقع أحد حتى الوزير أن يحظى التقرير بالإجماع، مع إن الوزارة قالت إنه تقرير وطني، ولا ننسى أنه يمثل الوزارة، والوزارة تمثل الحكومة، والحكومة تمثل البحرين.

إلا أن المفاجأة الكبرى هي موقف إحدى جمعيات «البونغو»، وهي الجمعيات التي تؤسسها الحكومات للدفاع عنها، مقابل «المكتوب»! المفاجأة إن أحد قياديي الجمعية حمل حملة «الله أكبر» على الوزارة، واتهم التقرير بأنه «وردي» وحكومي 100 في المئة!

المسئول البونغوي تفاخر بمقاطعة جمعيته لقاء الوزير مع جمعيات المجتمع المدني، واحتج بأن الوزارة لم تأخذ آراء المؤسسات الأهلية التي دعيت لوضع مُسَوَّدة التقرير!

ولحلّ هذا الإشكال الدستوري الفظيع، اقترح إيراد مرئيات الجمعيات بكونها ملاحقَ، وكأن الملاحق الخمسة لا تكفي!

المسئول البونغوي في إطار ثورته العارمة على وزارة الشئون الخارجية اعتبر ما تضمنه التقرير «مجرد حديث إنشائي»، وغمز من قناة «بنا» بقوله إنه «لا يختلف في طريقة صوغه عمّا تبثه وكالة أنباء البحرين من أخبار رسمية»!

ولكي يبيع كمية أكبر من «متّاي» و «كباب» الولاء، دعا إلى ضرورة الإشارة إلى التراجع في الوضع الحقوقي خلال السنوات الأربع الأخيرة؛ لإنصاف وجه البحرين أمام لجنة مراجعة سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان، فالعتب على الوزارة وطاقمها الذي عمل ليل نهار حتى أنجز التقرير بسرعة قياسية خلال شهرين.

المسئول البونغوي شكّك أيضا في الإشارة الإيجابية التي نسبت إلى وفد منظمة «مراسلون بلا حدود»، للحصول على «شهادة تلميعية» ليس إلاّ! وأخيرا خرج عن طوره وتجاوز حدّه، حين قال: «إن هذا التقرير أسوأ تقرير يُرفع باسم البحرين إلى جهة أممية»، متهما أحد العاملين في السفارة البحرينية في لندن بأنه «عرّاب موضوع التقرير»! وهدّد معاليه بأن جمعيته سترد على التقرير!

العارفون بالخفايا يقولون إن كل هذه «الهيصة» مجرد زوبعة في «استكانة شاي»! وإن من المتوقع أن يحمّر البعض عيونهم عليه ليخمد ولا يرفع صوته مرة أخرى!

كما يقول العارفون إن كل هذه «الهيصة» إنما هي غيرةٌ كغيرة «نسوان رجل»؛ لأنه ببساطةٍ تم استبعاده من وظيفته السابقة «كاتب تقارير» (وياما كتب من تقارير) وأعطيت لشخص آخر!

والبعض يقول إنها «غيْرة أطفال»، فقد كان طفلا مدللا في السابق لا يُرد له طلب، وكان يحظى بزيارات خارجية وسفرات إلى جنيف وغير جنيف، والآن ذهبت تذاكر السفر والامتيازات إلى منافسيه الجدد على قلب الأب.

سايكولوجيا، يُرجِع بعض المحلّلين انقلاب موقفه 180 درجة إلى ما يعانيه من اضطرابٍ شيزوفريني، وشعورٍ بالحقارة والاضطهاد بعد استبعاده من كتابة التقرير نهائيا! بدليل إنه كان سيحكم على التقرير بأنه «أفضل» تقرير يرفع إلى الأمم المتحدة لو ساهم بسطر واحد فيه، وتسلّم أتعابه حتى آخر مليم!

وسوسيولوجيا، هو من حزب «قطط المطابخ» التي تكرّشت في الفترة الأخيرة، ولديه الكثير مما يخسره، فهو يدافع عن حصته من المطبخ. وبين المونغو والبونغو، تحيا القطط السمان... وتحيا حقوق الإنسان!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1995 - الخميس 21 فبراير 2008م الموافق 13 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً