قالت شركة صناعة الطائرات الأوروبية (أيرباص) إنها تتوقع أن تتراجع الطلبيّات على طائراتها بما يقارب النصف خلال العام 2008. وقالت الشركة إنها ربما تتمكن من بيع 700 طائرة فقط في العام 2008، مقابل طلبيات العام الماضي القياسية التي وصلت الى 1341 طائرة. وأضافت الشركة أن طلبيات العام الجاري يُتوقع أن تتضمن 30 طائرة عملاقة من طراز (A380) وأكثر من 100 طائرة من طراز (A350) وقال مسئول المبيعات الرئيسي في «أيرباص» جون ليهي: «إن سوق الطائرات الجديدة أخذ يتباطأ»، وأضاف أن شركته لديها متأخرات طلبيات بنحو 3600 طائرة. وأكد قائلا «نتوقع أن تتراجع السوق فيما يخص الطلبيات الجديدة، ولكن) لدينا متاخرات طلبيات برقم قياسي لذا أتوقع أن نرى طلبيات أقل مع بدء تباطؤ السوق».

وكانت «أيرباص» قد تعرضت لمشكلات مؤخرا، وتأثرت طائرتها العملاقة الجديدة «أيه 380» بمشكلات زيادة كلفة الانتاج. كذلك تأثرت عائدات الشركة سلبا باستمرار ضعف الدولار.

وتعد طائرة «أيرباص أيه 380» أكبر طائرة في العالم، فهي أوسع بمقدار 15 مترا وأعلى بأربعة أمتار وأطول بمترين وأثقل بـ 118 طنا من طائرة «بوينغ 747 جامبو» التي كانت تعتبر أكبر طائرة في العالم على مدى العقود الأربعة الماضية. ويعادل طول الطائرة 8 من حافلات لندن الشهيرة ويتسع جناحاها لصف 70 سيارة. وتتسع الطائرة لـ 555 راكبا بينما تتسع «بوينغ 747» لـ 416 راكبا. وتضم الطائرة ركنا للمشروبات وحجرات للبلياردو وكبائن للاستحمام ومكتبات كما تضم منطقة مخصصة لنوم أفراد الطاقم.

واعترفت الشركة الأوروبية بالهزيمة أمام منافستها الأميركية «بوينغ» في المنافسة على طلبيات العام الماضي، لكنها قالت إنها تفوقت على «بوينغ» في التسليم. وكانت «أيرباص» تلقت طلبيات شراء 1341 طائرة العام الماضي، بأقل 72 طائرة عن «بوينغ» لكنها سلمت 453 طائرة مقابل 441 من «بوينغ».

الملفت للنظر هو أن شركة «أيرباص» كانت قد توقعت أن الطلب على الطائرات المدنية والشحن في السوق العالمية سيصل إلى24300 طائرة بقيمة تقدر بنحو 2,8 تريليون دولار بين الآن والعام 2026 (أو ما يعادل 155,5 مليار دولار سنويا).

وقالت الشركة الأوروبية في بيان أوردته صحيفة «الشرق الأوسط»:» إن هذا الأمر سيرفع متوسط الطلب السنوي على الطائرات إلى 1215 طائرة، بزيادة عن التوقعات السابقة والتي كانت بحدود 1130 طائرة، موضحة أن هذا الطلب المتنامي سيزيد الحاجة إلى المزيد من الطائرات التي تعتبر من الناحية البيئية صديقة ومواكبة لحركة النمو والحاجة إلى استبدال الجيل القديم من الطائرات الأقل كفاءة باستخدام الوقود».

ووفقا لمصادر «أيرباص» فإن أكبر نمو في الطلب على طائرات الركاب سيأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي ستستأثر بنسبة 31 في المئة من إجمالي الطلب العالمي على الطائرات وتليها أميركا الشمالية 27 في المئة وأوروبا 24 في المئة، في حين ستساهم الأسواق الناشئة هي الأخرى في نمو حركة الطلب، وخصوصا في الصين والهند.

وأظهرت بيانات «أيرباص» أن حركة الركاب من المتوقع أن تنمو بمعدل متوسط قدره 4,9 في المئة سنويا، وبينت كذلك أن حركة الشحن الجوي ستنمو هي الأخرى بمعدل 5,8 سنويا، وسيودي ذلك إلى زيادة الطلب على طائرات الشحن الجوي إلى 3800 طائرة منها 900 ستكون جديدة وقيمتها تبلغ 200 مليار دولار.

الأمر الذي تجدر الإشارة إليه هنا هو أنه ربما لا يوجد قطاع صناعي بهذه الأهمية، وهذا الحجم، تتقاسم فيه فقط شركتان عملاقتان السوق العالمية كما هو الحال بالنسبة إلى سوق الطيران الذي تسيطر علية شركتا «بوينغ» الأميركية من جهة و»أيرباص» الأوروبية من جهة أخرى. وحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي كانت شركة تصنيع الطائرات المدنية «بوينغ» تسيطر على حوالي 80 في المئة من السوق العالمية فيما يتعلق بطلبات الشراء لطائراتها التي لا يتجاوز عدد المقاعد فيها 100 مقعد. غير أن الوضع في الوقت الحالي تغير، إذ تتقاسم الشركتان المتنافستان «بوينغ» و»أيرباص» السوق العالمية بالتساوي تقريبا.