ترى الكثير من الحكومات الغربية أن القرار الأممي رقم 1244 الصادر في 10 يونيو/ حزيران 1999 بعيد حرب كوسوفو والذي يطالب صربيا بسحب قواتها من إقليم كوسوفو لا يطالب صراحة باستقلال الإقليم ولكنه يعتمد المبادئ العامة التي سطرها مجلس وزراء مجموعة الثماني الكبار.

ما هو متوافر في كوسوفو حاليا (فيما لو قارناه بقضية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي) هو الدعم الأميركي على انجاز المهمة بتمكين قيام دولة غالبيتها من المسلمين في القارة الأوروبية على رغم ممانعة روسيا التي لا تريد تدخلا أميركيا بالقرب منها باعتبار كوسوفو جزءا من حديقتها الخلفية، وهذا سينتهي عندما تنتهي سيطرة الصرب على الإقليم.

صربيا لم تقبل استقلال كوسوفو، كما لم يصدر بعد عن مجلس الأمن الدولي أي قرار يأذن بانفصال الإقليم عن صربيا. وصربيا وروسيا تذكران على الدوام بالبند العاشر من القرار 1244 الذي يسمح بـ «استقلال ذاتي موسع، في إطار الجمهورية الفيدرالية اليوغوسلافية»؛ ما يعني بالنسبة إلى الصرب أن الأمم المتحدة مازالت لم تحسم موقفها بشأن استقلال كوسوفو.

مجموعة من بلدان الاتحاد الأوروبي مثل اليونان وقبرص وبلغاريا ورومانيا واسبانيا ليست متشجعة لقيام دولة مستقلة ولاسيما أن بلدا مثل اسبانيا تعاني من مشكلات مطالب الانفصاليين داخل حدودها.

موضوع استقلال كوسوفو يفتح بابا جديدا في السياسة الدولية، والمعاناة التي مر بها شعب كوسوفو على أيدي الصرب لا تقل عن معاناة الفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين. ولذلك نأمل في أن نرى حماسا أميركيا للفلسطينيين، وان تتحرر الإدارة الأميركية من قبضة اللوبي اليهودي فيما يتعلق بأزمة الشرق الأوسط، بحيث يمكن أن تدعم الإدارة الأميركية قيام دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وقابلة للحياة.

إن الانتقائية الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط هي السبب الرئيسي في تصاعد مشاعر العداء لأميركا في المنطقة، وهذه المشاعر ليست سببها الحركات المتطرفة بقدر ما هي نتاج عقود من الغبن والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بدعم أميركي مباشر، فهل يا ترى سنرى يوما تدعم فيه الإدارة الأميركية حقوق الفلسطينيين أيضا؟