عاشت كرة القدم البحرينية خلال الأيام الماضية عودة جزء من الثقة إليها بعد الحوادث المتلاحقة التي حدثت خلال الأسبوع الماضي وحتى يوم أمس الأول الذي شهد زيارة تاريخية لرئيس إمبراطورية كرة القدم جوزيف بلاتر.
الحوادث المتلاحقة بدأت بفوز المنتخب الوطني على شقيقه المنتخب العماني في بداية المشوار الصعب من تصفيات كأس العالم، ثم جاء التكريم اللائق الذي حصل عليه اللاعبون من قبل ولي العهد، وتبعه نشر الموازنة المطلوبة لتطوير كرة القدم والتي وزعت بحسب الخطة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وأخيرا زيارة رئيس الفيفا للبحرين لافتتاح المرحلة الثانية من مشروع الهدف.
هذه الفعاليات كفيلة بنفض بعض الغبار المتراكم على كرة القدم البحرينية ودفعها خطوة كبيرة نحو التطور المنشود شريطة ألا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالكرة الآن أصبحت في ملعبنا وعلى المسئولين سواء في الحكومة البحرينية أو الاتحاد البحريني لكرة القدم أن يتخذ قرارات حاسمة تتناسب مع متطلبات المرحلة التي ننشدها والتي نسعى فيها إلى تطوير كرتنا، إذ إن التأخير في إصدار هذه القرارات سيعيد الغبار مرة أخرى إليها مرة أخرى، وسنبقى لفترة من الزمن أيضا بانتظار هزة جديد تزيل ذلك الغبار وهذه الهزة ربما لن تأتي إلا بعد ردح من الزمن.
وعموما، يجب أن نستثمر هذه الظروف لمصلحتنا حتى نتمكن من إعادة صوغ تاريخ جديد لكرة القدم البحرينية يفتخر به كل بحريني، وأن نضع نهاية للإخفاقات التي لازمتنا على مدى 50 عاما، فالفوز على المنتخب العماني في أرضه وبين جماهيره يجب أن يكون دافعا لمنتخبنا لمواجهة اليابان والتربص به هنا في البحرين وخطف نقاط من فمه لنقترب خطوة جيدة نحو الدور الحاسم، والأمر نفسه ينطبق على مكافأة الفوز التي قدمها ولي العهد للاعبين، أما بخصوص الموازنة فيجب على أصحاب القرار في الدولة أن يعيدوا النظر في الوضع الحالي لكرتنا وأن يعتمدوا الموازنة الجديدة لأنها ستكون عاملا كبيرا في تغيير الواقع الصعب الذي تعيشه أنديتنا الفقيرة من ناحية شح الموارد المالية، ومن ناحية المنشآت التي توفرها لها الدولة.
ونأتي أخيرا إلى زيارة رئيس الاتحاد الدولي للبحرين والتي بالتأكيد ننتظر نتائجها قريبا، خصوصا بعد لقائه عاهل البلاد والمسئولين عن كرة القدم البحرينية، إذ يجب استثمار هذه الزيارة ونتائجها خير استثمار للوصول إلى هدفنا الذي نطمح إليه، وأن نطرق الحديد وهو ساخن لكي نفك معضلات كرتنا التي عانت منها طوال السنوات الماضية والتي لم تذق فيها طعم الإنجازات، ونعتقد الآن بأنه آن الأوان لأن تتحول أحلام اللاعبين والجماهير والإعلاميين وجميع محبي كرة القدم البحرينية إلى واقع ملموس من خلال توجيهات سريعة من القيادة العليا بتفعيل خطة الطريق الموضوعة لتطوير كرة القدم البحرينية.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1987 - الأربعاء 13 فبراير 2008م الموافق 05 صفر 1429هـ