التصريح الذي أدلى به رئيس اتحاد اليد عبد الرحمن بو علي لـ « الوسط الرياضي « يوم أمس الأوّل تصريحا طال انتظاره من قبل غالبية الشارع الرياضي المتتبع لكرة اليد البحرينية، والقارئ الجيّد لمجريات الأحداث يدرك بأن التصريح هذا جاء بدعم مباشر من قبل المسئولين عن الرياضة في البحرين بالمؤسسة العامّة للشباب والرياضة، فالاتحاد لا يمكنه بأيّ حال من الأحوال الإقدام على هذا التوجّه من دون مساندة المسئولين، وشخصيا أشدد على هذا التوجه الصائب وأقول للمسئولين الذين أحيانا ما ننتقدهم إن هذا الدعم نال التقدير ونتمنى أن تدعموا الاتحاد في هذا الصدد في الأيام الحالكة المقبلة.

ولا يعتقد البعض بأن قرار عدم المشاركة في هذه البطولة إذا لم تحظ بالشرعية الدولية؛ معناه عدم المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي في المستقبل القريب أو البعيد في حالة بقاء الأسماء الحالية على رأس هذا الاتحاد مثار الجدل في آسيا، بل أراه احتجاجا مؤدّبا على هذا الاتحاد وتوجهاته بالإضافة إلى أنه رد اعتبار نجوم كرة اليد البحرينية الذين راحوا للدمام والدوحة وعادلوا بدموع الحسرة جراء الظلم الفاضح الذي تعرضوا له أثناء المباريات، وكم أتمنى أن يكون هذا الموقف موقف السعوديين ممثلا في أمير الرياضة والشباب الأمير سلطان بن فهد بالإضافة إلى القطريين والإماراتيين، إذ علينا أن ننسى أن الجاني هم الأخوة أبناء العم، وعلينا أن نركز في جناياتهم على كرة اليد في آسيا وليس عيبا أنْ نقف مع الغريب ضد القريب؛ لأنّ الأخير لم يراعِنا فلم نراعِه ونحسب له حسابا لا يستحقه.

وعلينا أن نحذو حذو اليابانيين والكوريين الذين رفضوا الإذعان لتهديدات المسئولين بالاتحاد الآسيوي وخصوصا اليابانيين عبر نائب رئيس الاتحاد الآسيوي هوشيدا ياتنابي الذي تلقى التهديدا على الهواء مباشرة من قبل أولئك المسئولين إلا أنه لم يرضخ لها وإن كان الثمن الإقالة من الاتحادين الآسيوي والدولي، ثم أنني لا أفهم لم حشر المسئولين مسألة ترشح اليابانيين لاستضافة أولمبياد 2016 في هذه القضية، هذا دليل ضعف وليس قوة إن لم يخني الوصف.

تعاطفا مع غزّة ..

ما قام به نجم كرة القدم المصري والنادي الأهلي محمد أبو تريكه في مباراة منتخبه ضد المنتخب السوداني بكتابة جملة « تعاطفا مع غزة « نال إعجاب وتقديرالعرب الأحرار كافة في العالم بالإضافة إلى أولئك الذين يشهدون بمظلومة الشعب الفلسطيني الباسل، وليست المرة الأولى التي يكون لهذا النجم المصري الخلوق موقف كهذا بل سبق أن كتب على صدره « نحن فداك يا رسول الله « بعدما تجرأ مجموعة من الدنماركيين على شخص رسول الله (ص)، وهذا النجم أراد أن يسجل موقفا بكلمات أمام العالم الصامت على تجاوزات الاحتلال، وعلى الرغم من كون الكلمات المكتوبة عادية جدا إلا أن (الكاف) لم يشأ تمرير تصرف أبو تريكة حفاظا على مشاعر محتل الأراضي الفلسيطينة.

ويبدو أن (الكاف) قد نسي ما قام به مدافع منتخب غانا «جون بانتسيل» حينما رفع علم المحتل خلال احتفاله مع منتخب بلاده بالفوز على منتخب التشيك في نهائيات كأس العالم الماضية والتي أقيمت في ألمانيا العام 2006، ولم يحصل اللاعب على أيّ عقاب ولم يتلق أيّ تحذيرات من الاحاد الدولي لكرة القدم، رغم اعتذار رئيس اتحاد الكرة الغاني ووزير خارجية غانا لكلّ الشعوب العربية وأكدا أنّ اللاعب لم يتعمّد إثارة مشاعر العرب وإنما كان يعبّر عن امتنانه لـ «إسرائيل» التي كان يلعب كمحترف لأحد أنديتها في ذلك الوقت، وكأن أبو تريكة أراد إثارة مشاعر المحتلين ولم يكن يريد أن يعبّر عن امتنانه للشعب العربي الفلسطيني ودعمه المعنوي على أقل تقدير له، وعلى الرغم من تهديدات (الكاف) إلا أن أبا تريكة أصرّ على موقفه وهذا ما يزيد من عشق الناس إليه، فالنجم أوصل رسالة إلى العالم بأقصر الطرق وبأقل الأثمان باسم الرياضة.