العدد 1974 - الخميس 31 يناير 2008م الموافق 22 محرم 1429هـ

الحاجة إلى مؤشر لجودة الهواء في البحرين

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

المتتبع لصفحة حالة الجو في المواقع الالكترونية لمحطات الأخبار العالمية كهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أو المحطة الإخبارية الأميركية (CNN) يلاحظ وجود قسم معني بقياس جودة الهواء. تلك الصفحات الالكترونية تقدم صورا ملونة توضح درجة تلوث الهواء في المدن الكبرى. الممتع في هذه الصور الملونة تقديمها إلى المتابع بشكل مبسط الآثار الصحية التي يمكن أن تسببها درجة التلوث في الهواء الجوي.

المؤسف أن لا وجود حاليا لمؤشر عالمي موحد ولكن المؤشر الأميركي أكثرها شيوعا. بحسب مؤشر جودة الهواء المستخدم من قبل وكالة البيئة الأميركية، إن قائمة الألوان في الصور هي: الأخضر (صفر - 50)، الأصفر(51 - 100)، البرتقالي (101 - 150)، الأحمر (151 - 200) البنفسجي (201 - 300)، والبني (301 - 500). الأرقام بين الأقواس تمثل مدى مؤشر جودة الهواء. فمثلا إذا كان المؤشر أقل من 51 فلا يوجد هناك بتاتا مجازفة لصحة الإنسان. أما إذا زادت قيمة مؤشر التلوث فتبدأ العوارض الصحية تظهر على فئات المجتمع التي تعاني من أمراض القلب والرئة (اللونين الأصفر والبرتقالي). أما معاناة جميع فئات المجتمع - من دون استثناء - من آثار تلوث الهواء فيبدأ من اللون الأحمر.

مؤشر جودة الهواء يتم حسابه بواسطة تطبيق نماذج رياضية تتضمن الملوثات الخمسة الرئيسة للهواء الجوي: الأوزون، ثاني أكسيد الكبريت، ثاني أكسيد النيتروجين، أول أكسيد الكربون، والجسيمات العالقة المتطايرة (أقل من 10 ميكرون). من الجانب الصحي، من الممكن للغازات الثلاثة الأولى أن تهيج مجاري الهواء في الرئتين وبالتالي تسبب مضاعفات للمصابين بالربو، أما غاز أول أكسيد الكربون فإنه يقلل من كمية الأكسجين التي يتم نقلها بواسطة الهيموغلوبين إلى أجهزة الجسم، أما الجسيمات العالقة فيمكن ان تسبب مضاعفات لمرضى القلب والرئة.

بحسب النشرات الشهرية لمحطات الرصد التابعة للهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية والموزعة على مختلف المحافظات أو الصفحة الالكترونية للأرصاد الجوية فلا يتم حاليا تقديم مؤشر جودة الهواء للرأي العام.

«الهيئة العامة لحماية البيئة» تقدم نشرة شهرية توضح فيها للجمهور أسباب ارتفاع تركيز الملوثات في بعض مناطق البحرين في الفترة السابقة للبيان الصحافي. أما «الأرصاد الجوية» فإنها تقدم معلومات أساسية وبصورة يومية كالحرارة، الرطوبة، وحالة المد والجزر، واتجاه الرياح.

المطلوب من «الهيئة العامة لحماية البيئة» أو «الأرصاد الجوية» تحليل الأرقام من هذه الأجهزة الدقيقة التي تم إنفاق مئات الآلاف من الدنانير لشرائها وصيانتها ومن ثم نشر النتائج وبصورة يومية بل التكهن بالنتائج المتوقعة لجودة الهواء في 3 إلى 5 أيام في مختلف أجهزة الإعلام كالصحف والراديو والتلفزيون والانترنت وبالتالي زيادة إطلاع الرأي العام. المدلول العلمي للمؤشر مهم لكبار السن والأطفال بالإضافة إلى المصابين بالأمراض التنفسية فبواسطة هذه المعلومات ستعلم هذه الفئات إن كان عليها مثلا تقليل المدة الزمنية لممارسة الألعاب الرياضية في الخارج أو ممارسة رياضة المشي بدل الجري أو المكوث في المنازل في حالة ارتفاع الملوثات في الهواء الجوي.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 1974 - الخميس 31 يناير 2008م الموافق 22 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً