أسبوع مضى على الأمر بزيادة رواتب العاملين بحكومة الفجيرة بنسبة 70 في المئة اعتبارا من الشهر الجاري، بهدف «رفع مستوى المعيشة لدى العاملين وتحسين ظروفهم الحياتية» بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات حينها، فيما تراوح أنفاس المنامة اللاهثة وراء بضعة دنانير من صدقة الأربعين مليونا مكانها، ما خلا عناوين براقة تملأ الصحف يوميا لتزيد الناس إذلالا ومهانة «على ما ميش».
الفجيرة الجميلة، لمن لا يعرفها، تقع في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة، يحدها خليج عمان شرقا ورأس الخيمة والشارقة غربا ومدينة كلباء بإمارة الشارقة جنوبا. وربما بعض ما تشابه به شقيقتها المنامة كونها اعتمدت قديما في مصادر عيشها على صيد السمك والزراعة. وعلى رغم ذلك، فإنك لن تضيق ذرعا في البحث عن متنفس سياحي لو سافرت الى الفجيرة كما كنت تشعر في المنامة؛ فالأولى تمتاز بطبيعة خلابة تتمثل في السلاسل الجبلية والوديان والشلالات والواحات والشواطئ الرملية النظيفة والمترامية الأطراف (من دون أسوار تحجبها عن الناظرين)، فضلا عن أشهر مناطقها السياحية «دبا» و«كلبا» اللتان يؤمهما الزوار من مختلف أرجاء الإمارات والمنطقة والعالم. أما عن الثانية فالسكوت من ذهب.
ليس حسدا للفجيرة، ولا نكاية بالمنامة، لا يدري العاقل كيف تحل الرحمة على ذوي الرواتب الأعلى عربيا بزيادة 70 في المئة (يستاهلون)، بينما تشح المنابع النفطية هنا على أهلها «معدومي الدخل» بـ 10 في المئة! علاقات أخوية في كل شيء إلا هذه.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1971 - الإثنين 28 يناير 2008م الموافق 19 محرم 1429هـ