غالبا ما يقارن المواطنون حالهم بحال الدول الخليجية المجاورة. يتساءلون تحديدا لِمَ لا نعيش حياة بسيطة ميسرة (وليست مرفهة) كحياتهم، على رغم أن الدول الست نفطية وتتشابه في ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمناخية... والأهم أن جميعها منضوية تحت قبة «مجلس التعاون الخليجي» الذي أسس؛ في محاولة لأن يخرج بقوانينَ «توحد» الدول الأعضاء جميعا وشعوبها؟
السؤال الذي ما فتئ يطرح على الساحة البحرينية حاليا: لم إخوتنا في الإمارات مثلا تصرف لهم زيادات بنحو 70 في المئة على رواتبهم الأساسية (التي تشكل أساسا حلما للبحريني ربما يموت ولا يحصل عليها)، فضلا عن العلاوات الاجتماعية والغلاء أيضا، بشكل سريع لا يثير التذمر، ولا يقضى العمر في انتظار انتهاء تداول آليات صرفها، ومن دون أن يشطح «قصاب» ليقطع فيها (قبل إقرارها وبعده)؟ على حين في البحرين ما إن يصدر قرار بصرف «صدقة» ليس إلا، حتى يكشر كلٌّ عن أنيابه؛ محاولا حصد الجزء الأكبر منها إلى أن يصفى المواطن على بضعة دنانير ليست كفيلة أبدا بزعزعة ولو «حصاة» من جبل الديون المتراكمة!
المداولات التي لا حدّ لها المصاحبة لكل «معونة» تزيد المواطنين علة على أمراض الضغط والسكري والأمراض النفسية التي هي في ازدياد جراء البؤس وتردي الحال، فما بالكم وهم يرون بكم تبدأ «المعونة» وإلى ماذا ستنتهي، عوضا عن الشروط المصاحبة لها؟... ولذلك نقول: ارحموا المواطن واجعلوا «معوناتكم» سرية إلى أن تنتهوا من «تصفياتكم»... وعند ذلك بثوا عبر الأثير «إليكم كذا... وكفى»
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1969 - السبت 26 يناير 2008م الموافق 17 محرم 1429هـ