يُذكر أن أحد المزارعين القدماء بينما كان يسقي زرعه توقف تدفق الماء عنه فجأة. فأخذ يمشي محاذيا جدول الماء؛ بحثا عن سبب هذا الانقطاع المفاجئ. وعند رأس الجدول وجد المفاجأة، وهي وجود حبة يقطين (قرعة) كبيرة جدا حالت دون استمرار تدفق الماء إليه. استبشر خيرا، وترك سقي الزرع وأخذ «القرعة» مسرعا بها إلى بيته.
وهو في طريقه إلى البيت كان يحدث نفسه: أخيرا سنأكل «صالونة» اليوم! دخل بيته وقال لأم العيال: رزقنا الله «قرعة» نريدها «صالونة» بيديكِ الماهرتين. فقالت الزوجة: لا بأس، ولكنْ اذهب إلى السوق وأحضر لنا متطلباتها مثل البطاطس، والجزر، والباذنجان، والبامية، والكوسة، ولا تنسَ اللحمة أيضا!
خرج المزارع المسكين من بيته حزينا بعد أن دخله فرحا. وكان يحدث نفسه: ليتني لم أحصل على «جرموز القرع» هذا. فقد كان أغلى من بيع السوق. فيا لسوء حظي سأصرف كلّ ما لديّ من قروش؛ حتى أشتري احتياجات هذه «الصالونة» الملعونة!
دهشة هذا الفقير لا تختلف عن دهشة المستفيدين من قروض الإسكان عندما يخرجون من مبنى وزارة الإسكان وفي يدهم شيك بعشرين ألف دينار مخصصة لهم قرض بناء أو شراء بيت. فهذا المبلغ لا يكفي لشراء مساحة قبر لا شراء بيت، فهل هَمُّ وزارة الإسكان مجرد التخلص من أكبر عدد ممكن من قوائم الانتظار التي شارفت على الخمسين ألف طلب إسكاني، أم أنها لا تدرك أن هذه العشرين ألفا لا تنفع لبناء زريبة أغنام في وقت وصل فيه سعر حمل الرمل إلى أكثر من مئة دينار!
لابد من النظر بجدية إلى ما يسمى «قروض الإسكان». فهذه هي «جرموز القرع» ذاته الذي تورّط به ذلك البائس الفقير، فصرف كل ما لديه؛ حتى يأكل شيئا من تلك الصالونة الحمقاء! والمستفيد بالعشرين ألفا أيضا يحتاج إلى عشرينات من ألوف الدنانير حتى يسكن في بيت صالح للسكن الآدمي!
المسئولون يعلمون جيدا أن العشرين ألفا والثلاثين حتى الأربعين أقل شأنا من «جرموز القرع» في عالم العقارات؛ لأنهم - وأعني المسئولين - من الخائضين في هذا الحقل، بل من أربابه. لذلك يدركون أن تلك المبالغ الزهيدة غير معترف بها في سوق العقار التي لا تفهم إلا لغة مئات الآلاف! إذا لماذا يبقى الوضع على ما هو عليه؟ ولماذا لايزال سقف تلك القروض هو هو منذ أكثر من ثلاثين عاما؟
إذا كان المعنيون لا يدركون حقيقة نكتة قروض الإسكان فليدلوا المواطنين على هذه البيوت التي يمكن شراؤها بعشرين ألف دينار، حتى لو كانت كبيت العنكبوت، فلعل المواطنين في غفلة عنها
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1969 - السبت 26 يناير 2008م الموافق 17 محرم 1429هـ
احنا بعد المطلقات نبي شقة ملك وفي حالة تزوجنا مرة ثانية ياخذونها من عندنا مثل دول الخليج،مو بس الي عندها عيال تحتاج هالشي ،حتى احنا المطلقات بدون عيال