العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ

معايير اختيار «جميلة الإعلاميات»!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

أثار إعلان تتويج المذيعة الكويتية حليمة بولند ملكة جمال الإعلاميات العرب الدهشة، وخصوصا بعد إرسال دعوة للصحافة لحضور حفل التتويج الذي سيقام غدا (الأحد) من دون أن نعرف المواصفات والمقاييس التي يجب أن تتوافر في «الإعلامية المشاركة» في هذه المسابقة! لجنة الحكم التي اختارت حليمة من بين كل الإعلاميات العرب لتكون ملكة جمالهن! والاعتبارات التي أخذت لأجل تتويج حليمة! وهل حقا حليمة الأجمل بين الإعلاميات العربيات؟ فماذا عن الأخريات صاحبات الجمال الهادئ والوجه الخالي من مساحيق التجميل؟

أدهشتني وأنا أتابع المؤتمر الصحافي لإعلان فوز حليمة كلمة «الاتحاد الدولي لملكات الجمال» خلال المؤتمر، إذ جاء فيها إن «فوز حليمة جاء إثر استفتاءات واستطلاعات (ترى أين نشرت أو وزعت هذه الاستفتاءات أو الاستطلاعات؟)»، كما تمت الإشارة خلال الكلمة إلى وضع علامة لحليمة قسمت نسبتها 50 في المئة على الجمال الخارجي، وما يشكله من حضور ووجه يجذب المشاهدين وكاريزما وطريقة الحوار والاتصال بالمشاهد وبرامج ناجحة وتسجيل أعلى نسبة إعلانات ورعاية عربية والتميز في الانطلاق من البيئة المحيطة مثالا وقدوة (مثال وقدوة هذا شيء واضح والدليل وجود إعلاميات خليجيات نسخة طبق الأصل من حليمة)، أما نسبة50 في المئة الثانية فأعطيت لها على الثقافة. فلنتوقف هنا قليلا. لن أتكلم عن جمال حليمة؛ لأنني متأكدة أن هناك من يعجبه «شكلها»، ولكن أن تكون أجمل المذيعات سنختلف حينها، وإن كنت لا أرى داعي من اختيار الأفضل من حيث الجمال وإنما المهم الدور الإعلامي الذي تقدمه. وحليمة للأسف بعيدة عن فحواه. فكلمة «الإعلامية» لا تصنعها البهرجة والتصنع في الكلام والدلع. ونحن نعلم جيدا أن الإعلام العربي اليوم بحاجة إلى أعمق من ملكة جمال تتوج على عرشه، كما أن هذا اللقب لا يقدم ولا يؤخر في الإعلام العربي ولا الإعلاميات العربيات اللواتي أثبتن جدارتهن في ميدان الإعلام.

عذرا، لستُ ضد أن تنتخب حليمة ملكة جمال لجمالها الظاهر، ولكن أن يتحدث عن ثقافتها فليصمت الجميع هنا. كيف عرفتم أو عرف المشاهدون ثقافتها؟ لم أرها يوما تتحدث في موضوعات غير المسابقات (طبعا، إجابات الأسئلة والتعليقات مكتوبة لها على ورقة، بمعنى لم تأتِ بشيء من عندها. الله يخلي الإنترنت). فأين ثقافتها؟ هل هي محصورة في ثقافة الأزياء والاكسسوار. الحمدلله غالبية إعلاميات الخليج عندهن هذه الثقافة.

فليكن من اختار حليمة ملكة لجمال الإعلاميات العرب «صادقا» إن لم يكن مع نفسه فمع الجمهور. فلو قرأ تعليقات الناس على انتخابها، لقال العكس. أترككم مع هذه التعليقات التي أجدها طريفة:

- صدق أو لا تصدق أن وزن حليمة بلغ 90 كيلوغراما، منها 5 كيلوغرامات وزن الباروكة و25 كيلوغراما وزن الماكياج!

- في ناس بالألقاب عم تكبر. وفي ناس بعدن بالفكر أكبر. لا اللقب بيكبر الإنسان. ولا بلا لقب إنسان بيزغر. وهكذا يا ناسنا أصبح للإعلام «ملكة جمال»! وهذا اللقب اما هو فارغ بلا مضمون إذا أخذنا جمال الوجه وتناسق الجسم للإعلامية، واما هو لتفريغ الإعلامية من نفسها... وعندما نقول الإعلاميات فالصفة تعني عقل وفكر وثقافة وخبرة وقلم ومنطق... ولا تعني الوجه والجسم... فلا الوجه يكتب ولا الجسم ينظم قصيدة أو يكتب مقالا. يا فارغي الرأس ومسطحي العقل اتركوا الإعلاميات على ما نريده منهن، لا كما تريدون أن يظهرن بلا عقل.

على رغم كل ما قيل وسيقال لا أنكر أن أزياءها واكسسواراتها لتستهويني وفي غالبية الأحيان مكياجها... فأنا امرأة.

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً