أسعدتنا كثيرا نتيجة المنتخبين العربيين المغربي والمصري في بداية مشوارهما في بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا في غانا، إذ تألق أسود الأطلسي وهو لقب المنتخب المغربي الشقيق وحققوا فوزا كبيرا على المنتخب الناميبي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، بينما أفرغ فراعنة مصر كل ما في جعبتهم من فنون كرة القدم وروضوا أسود الكاميرون برباعية أكدت أحقيتهم بزعامة الكرة الإفريقية التي انتزعوها من فم دروغبا ورفاقه قبل عامين في استاد القاهرة.
هذه النتائج الكبيرة التي حققها العرب تؤكد أن الكرة العربية إفريقيا لم تفقد بريقها بعد، وأكدت أيضا أن العزيمة القوية هي أم الانتصارات وأم الإنجازات، وأن بطون الأمهات العرب مازالت ولادة للمواهب الكروية التي تحتاج فقط لنصف الرعاية والاهتمام الذي تلقاه نظيراتها في أوروبا ودول أميركا الجنوبية وحتى شرق آسيا، وأن تتحرر من القيود الكثيرة المفروضة عليها لكي تنثر إبداعاتها على الساحة القارية والعالمية، كما هو الحال مع نجوم منتخبات المغرب ومصر وتونس وحتى الجزائر.
والتألق العربي الإفريقي هو امتداد للتألق العربي الآسيوي الذي استعاد زعامة القارة الصفراء عبر المنتخب العراقي الذي أحرز اللقب القاري للمرة الأولى على حساب منتخب عربي آخر وهو المنتخب السعودي الشقيق.
وبعد أيام قليلة ستكون المنتخبات العربية الآسيوية على موعد جديد من التنافس القوي من أجل الوصول إلى أكبر البطولات العالمية وهو مونديال جنوب إفريقيا 2010، وعلى المنتخبات العربية أن تأخذ من مباراة منتخب مصر والكاميرون عبرة من حيث العزيمة وعدم رهبة الفريق المنافس، فكما قلنا العزيمة هي أم الانتصارات، وإيمان كل لاعب بإمكاناته الفنية والبدنية وعزيمته القوية تجعله قادرا على مواجهة أي منتخب في القارة بما فيها المنتخبات الكبرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا والسعودية.
ونوجه حديثنا هذا خصوصا إلى منتخبنا الوطني وشقيقه المنتخب العماني اللذين سيكونان في منافسه حامية مع المنتخبين الياباني والتايلندي من أجل الحصول على بطاقتي العبور للمرحلة الرابعة من التصفيات، وعلى الأحمرين أن يدركا تماما أن بإمكانهما عبور المنتخب الياباني متى ما وصلا لقناعة تامة بإمكاناتهما، وأبعدا من مخيلتهما فكرة أن البطاقة الأولى محسومة سلفا للمنتخب الياباني وأن الصراع سيكون على البطاقة الثانية، ولماذا لا يكون طموحنا اقتناص البطاقتين؟ ولماذا لا نؤمن أن بإمكاننا التغلب على المنتخب الياباني؟ ومن شاهد مباراة مصر مع الكاميرون يجد أن الإصرار واللعب الرجولي والثقة بالنفس لدى المنتخب المصري عوضت الكثير من الفوارق بين المنتخبين، وجاءت النتيجة مخالفة لكل التوقعات التي كان معظمها يصب لمصلحة المنتخب الكاميروني، وحتى الذين توقعوا فوز المنتخب المصري لم يتوقعوا الفوز بهذه النتيجة العريضة.
أمنيتنا الكبيرة للمنتخبات العربية في البطولة الإفريقية تحقيق المزيد من النتائج المفرحة للعرب، والحفاظ على اللقب عربيا للمرة الثالثة على التوالي، وأمنياتنا أيضا للمنتخبات العربية الآسيوية بالتوفيق في التصفيات المونديالية، وأن يؤكدوا هم أيضا أن الكرة العربية الآسيوية مازال بريقها ساطعا.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ