لكي نكون واقعيين في تعاملنا مع الحوادث الأخيرة بين الاتحادين الآسيوي والدولي، علينا أن نحدد موقفنا، وعلينا أن نحدده بوضوح، فإما أن نختار اللون الأسود أو الأبيض، اللون الأسود عنوانه أن الاتحاد الآسيوي اتحاد عادل في مسابقاته خلال السنوات الماضية وأن منتخبنا الوطني لم يظلم أو لم يكن السبب الرئيسي لتأهله لنهائيات كأس العالم، واللون الأبيض أن الاتحاد الآسيوي غير عادل في مسابقاته وان ظلم منتخبنا، ولا يوجد بين هذا اللونين لون آخر ومن يؤكد على الصدقية والجرأة في الطرح عليه أن يجد لنفسه لونا آخر، فالأمور واضحة وكل يأخذ موقفه ويتحمل مسئولية هذا الموقف أمام من يقرأ كلماته.
ويلومنا البعض على أننا نتسابق في انتقاد الاتحاد الآسيوي ورجاله القائمين عليه، وكأن من يلومنا هذا غفل حسرة لاعبي المنتخب الوطني في السنوات الماضية على التأهل لنهائيات كأس العالم، وكأن البحرين لم تكن المستهدف الثاني بعد كوريا الجنوبية من قبل هذا الاتحاد، ولي أن أتساءل لماذا السكوت طالما أن هذا الملف المثير قد فتح؟! ولماذا نترك المضمون ونبحث عن القشور ونقول: «لماذا لم يسمع الاتحاد الدولي لشكوى البحرين في 1999 وسمع لشكوى كوريا الجنوبية واليابان في 2007؟!» والإجابة على هذا السؤال سهلة تماما، إذ ما علينا إلا أن نقارن بين ما قدمت البحرين في تلك السنة وما قدمته كوريا الجنوبية اليوم، فالأخيرة لم تقدم شريط فيديو ورسالة احتجاج فقط!
وأنا شخصيا أرى الاتحاد الآسيوي في أضعف لحظة له، والدليل ما قام به منتسبوه في اجتماع اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم حديثا في جدة، إذ ان هناك أسئلة كثيرة تطرح عن هذه الواقعة المضحكة، ما الذي يجعل اتحادا قاريا قويا يطلب الدعم من لجنة ليس معترفا بها وعملها يقتصر على الخليج العربي فقط؟! والأدهى من ذلك كيف تحول دعم الاتحاد الكويتي المتفق عليه في الاجتماع إلى دعم الاتحاد الآسيوي في تصريحات الرئيس لوكالة الأنباء الكويتية؟! هذه الأمور وغيرها (...) تجعلني أتوجه إلى قناعة بأن الاتحاد الآسيوي يحتضر وأن المسألة ليست بحاجة إلا وقفة للتاريخ من قبل المسئولين عن كرة اليد والرياضة عامة في القارة الصفراء.
الغاية من اجتماع 27 يناير!
أعتقد أن الغاية من عقد الاتحاد الآسيوي اجتماعه المهم يوم 26 من الشهر الجاري هو البحث عن تأييد من الاتحادات المحلية في القارة من أجل الخروج ببيان بعد ذلك موقعا باسم الاتحادات كورقة لمواجهة الاتحاد الدولي لتأكيد شرعيته، وإن كان اتحادنا الموقر على غير وفاق معلن مع هذا الاتحاد فإنه أمام موقف تاريخي سيحسب له كثيرا وشخصيا سأضعه من ضمن إنجازاته لو أنه أعلنها صراحة وبكل جرأة في الاجتماع بالقول: «أننا لا نثق في اتحادكم ولسنا على وفاق معكم»، وهذه الخطوة التاريخية يجب أن تكون مدعومة من قبل كبار المسئولين عن الرياضة في البحرين وبالأخص رئيس المؤسسة العامة الشيخ فواز بن محمد.
وسبق أن تساءلت «ماذا سنخسر أكثر مما خسرنا؟!» هل سنخسر التأهل إلى نهائيات كأس العالم لمختلف الفئات مثلا؟! أم اننا سنخسر استضافة البطولات القارية التي أقيمت لآخر مرة في البحرين قبل 10 سنوات؟! وهل لا يعلم البعض أن هناك قرارا سريا يمنع البحرين من الاستضافة بعد الحوادث التي صاحبت البطولة، وقبل ختام هذا الملف أحب أن أوضح للرأي العام أن الاتحاد الآسيوي لم يتكرم أو يتفضل بمنح البحرين مكرمة سامية ليشارك منتخبها في التصفيات المقبلة، بل ان البحرين لها الحق في المشاركة بدعم من لوائح المسابقات المقر من الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي.
آخر الكلام...
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، والاختلاف في وجهات النظر بالأساس حالة طبيعية، فالتحليل لأية قضية ما يختلف تحليلها من شخص لآخر كاختلاف الأصابع، ولكن يبقى الاحترام المتبادل بين الجميع أحد العوامل التي لا بد من المحافظة عليها.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ