باتت «لمسات» وزير الإعلام الجديد جهاد بوكمال في محاولته إلغاء «التابوهات» الكثيرة الممنوعة في وزارته واضحة، وخصوصا فيما يتعلق بالتقارير الحديثة التي بدأت تبثها وكالة أنباء البحرين (بنا) أخيرا. فعلى رغم ما عرف عن «بنا» من رسمية «مبالغ فيها أحيانا» في نقل التقارير، وتجاهل متعمد لأخبار أخرى «لا تتوافق مع تلك الرسمية»، فإن توجها جديدا بات ملحوظا لها للاقتراب من المهنية في نقل الحدث حتى لو تعارض هذا الحدث مع التوجه الرسمي.
نقلت «بنا» مثلا المسيرات الاحتجاجية المناهضة لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للبحرين، وأجرت لقاء مع السفير الأميركي لتسأله للمرة الأولى في تاريخها عن القاعدة الأميركية في البحرين، وبثت أمس الخبر المتعلق بالخطاب الذي رفعه سمو ولي العهد إلى جلالة الملك يلوم فيه مسئولين في الحكومة على تقصيرهم في تنفيذ المشروعات وإغراقهم في الروتين الذي سيفوّت على البحرين فرصا اقتصادية تاريخية. كلها كانت حوادث متسارعة ومهمة من الناحية الخبرية، لم تتوانَ «بنا» عن نقلها بشكل يعكس توجه الوزير الجديد، ويدعو إلى الإشادة والتقدير، والمزيد من كسر التابوهات التي غلّفت على مدى عقود طويلة عمل هذه الوكالة الذي تجاوز كونها إعلاما رسميا بمراحلَ حتى تتعارض أحيانا مع المهنية في نقل الحدث.
مؤشرات جيدة تلك التي أرسلتها «بنا» في عهدها الجديد، نأمل في أن تستمر وتتطور إلى مزيد من الشفافية ودعم حرية التعبير.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ