العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ

إبراز حلّ النزاع على المسرح

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

بدأت في صيف العام 2007 زمالتي في برنامج «رؤية أبراهام» وهي منظمة لتحويل النزاعات تبحث في هويات المجموعات والأفراد من خلال التعليم التجريبي والسياسي. «رؤية أبراهام» منظمة ترتكز على الشباب وتبحث في العلاقات بين المجتمعات اليهودية والمسلمة والإسرائيلية والفلسطينية وتشجع الزملاء على «ممارسة بدائل عادلة للوضع الراهن».

عقدنا أول لقاء لنا في البلقان. وبدأنا فورا حوارا عن سياسات الهوية من خلال التشارك بتجاربنا الحياتية اليومية، ولاسيما تلك التي شكلت علاقاتنا مع الشرق الأوسط. من خلال البناء على ما ساهم به كل منا وشارك المجموعة به، وإدراك أهمية الإنصات إلى الآخرين بدأنا نتعلم عن أنفسنا. يستخدم البرنامج أساليب تحليل النزاع المقارنة. ولذلك تم استخدام دراسة حروب البلقان أسلوبا؛ لإبعاد أنفسنا عن الشرق الأوسط؛ ولكي نفهم بصورة أفضل آليات النزاع والتصرفات الإنسانية.

انتابني سيل من الأفكار والاستفسارات عبر مشاركتي في البرنامج. للمرة الأولى في حياتي كنت أبدد التعاريف المحددة وأكتشف دوري في الوطنية، والرمزية، والنوع الاجتماعي والمجتمع، والنوع الاجتماعي والنزاع، والثقافة والسياسة، والدين والنزاع، وسياسة الولايات المتحدة، والاقتصاد السياسي للنزاع والعرق. لم أكن أدرك حتى هذه اللحظة مسئوليتي الشخصية في هذه النواحي المجتمعية. من ناحية، كنت خائفة من تقبل اعتباري يهودية أميركية. ولكن من ناحية أخرى وجدت أن اعتناق كينونتي يحررني ويبدد الصفات الملصقة بي ويقوّم أعمالي ويراها خياراتٍ سياسية مليئة بالفرص لخلق التغيير.

أردت لدى عودتي إلى دراستي في جامعة نيويورك أن أربط بين تجربتي في برنامج «رؤية أبراهام» والمادة العلمية في المسرح التعليمي، باستخدام نظرية أوغسطو بول في «مسرح المظلومين» خصوصا. فهو يعتقد إمكان استخدام نظام من ألعاب المسرح وتقنياته أدواتٍ لتمكين الأفراد من الوقوف أمام جميع أشكال الظلم والتفرقة.

تخلق إحدى هذه التقنيات - «التنويم المغناطيسي الكولومبي» - فرصة لاستكشاف أثر أعمالنا على بعضها بعضا. ضمن مجموعة، يجري اختيار قائد ينتقل إلى وسط الغرفة. ينضم إليه بقية أفراد المجموعة بالتدريج، واحدا بعد الآخر، وهم معلقون بشخص آخر في الغرفة من اليد أو الرأس أو الركبة أو الأنف... إلخ. عندما يكون الجميع متصلين بشخص آخر يبدأ القائد السير عبر الغرفة، وتبدأ ارتدادات حركاته أو حركاتها الدقيقة تتموج عبر المجموعة، بحيث يتحرك كل شخص ويحرّك بالتالي من هم حوله. تستطيع القدرة على رؤية ارتدادات الأعمال الدقيقة الفعلية والشعور بها أن تؤدي إلى اكتشافات شخصية كبيرة.

يمكن تطبيق نشاط كهذا على الكثير من النقاشات المتعلقة بالنزاع. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يبدأ إعادة تقويم كيف يمكن استخدام الرموز لإدامة النزاع والتأثير على من هم حولنا. بل بصورة أكثر اتساعا، التفكير بمعانٍ ضمنية سياسية واجتماعية أكثر احتمالا للأعمال التي تبدو غير ذات نتائج والتي تقوم بها على أساس يومي. من خلال النظر إلى احتمالات نقل تدريب عملي وتجارب فعلية كهذه إلى المسرح بدأت مع صديقة مصرية أميركية بحث إمكانات تخفيف النزاع السياسي المستمر بين العرب واليهود من خلال المسرح التعليمي. وكان تعاوننا الذي تبع ذلك مثيرا وشكّل تحديا لنا. قمنا بتطوير «السلام يا صديقتي»، وهو أسلوب متعدد الأوجه يستخدم الدراما والرقص والإعلام ينقل قصصنا وتجاربنا من الشرق الأوسط.

نقوم حاليا بعرض الأداء هذا في جميع أرجاء نيويورك. وننوي السفر بهذا العرض إلى المراكز المجتمعية والمدارس في أميركا، وإلى الشرق الأوسط يوما ما. نأمل في إشراك مشاركين من خلال نشاطات المسرح التعليمي وأن نثير حوارا بنّاء عن النزاع العربي - الإسرائيلي. يمكن لأدوات المسرح التعليمي كهذه أن تساهم في إيجاد بيئة ترعى الحوار البنّاء وسبل تحويل النزاع. نحن نرى من خلال عملنا في «السلام يا صديقتي» الأثر الذي يمكن لهذه التقنيات أن تتركها على الأفراد. ومازلنا نتخيل كيف يمكننا تَكرار هذا العمل على مستوى أوسع للوصول إلى أفراد آخرين ومجموعات أخرى منخرطة في النزاع.

*حائزة الماجستير من جامعة نيويورك في المسرح التعليمي بتركيز على الوعي

بحقوق الإنسان والتغير الاجتماعي، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1958 - الثلثاء 15 يناير 2008م الموافق 06 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً