في ظل ما تعانيه البحرين من أزمة وشح المنشآت الرياضية خصوصا بالنسبة لملاعب كرة القدم، فإننا أصبحنا نتعلق بأمل وبادرة ايجابية كلما سمعنا عن إنشاء ملعب أو منشأة رياضية.

ومنذ الإعلان عن مشروع إنشاء استاد فيصل بن حمد يرحمه الله بمنطقة شهركان في المنطقة الغربية من البحرين العام الماضي تفاءلنا خيرا بأن تكون هذه المنشأة داعما وتساهم في حل جزء من مشكلة المنشآت، وخصوصا أن اختيار موقعه الجغرافي مناسب لأن المنطقتين الشمالية والغربية من المملكة تفتقدان إلى الملاعب الكروية التي يمكن إقامة المباريات الرسمية عليها، وهناك عدد كبير من أنديتنا تقع في هاتين المنطقتين الكبيرتين جغرافيا وسكانيا.

لكن سارت الأمور على غير ما يشتهي الكثيرون من مسئولين ورياضيين وجماهير، إذ اكتمل الاستاد ويتسع لـ 500 متفرج فقط وكأنه أنشئ ليكون ملعب تنس أرضي أو سباحة، أو كأننا لدينا اكتفاء ذاتي من الاستادات والملاعب ولسنا بحاجة إلى إنشاء ملاعب بمدرجات تتسع الآلاف.

أعلم الاعتبارات والظروف التي انشئ من أجلها هذا الاستاد الذي نقدر ما يحمله من اسم غالٍ لواحد من زهرات الشباب الذين فقدتهم البحرين في السنوات الأخيرة، لكننا غالبا ما نعمل وفق طريقة «الحلو ما يكملش» وهو ما دعى الكثيرين إلى التحفظ على حجم والسعة الجماهيرية للاستاد غير المهيأ لإقامة مباريات رسمية عليه على الأقل في المسابقات المحلية.

أما كان من الأجدى دراسة توسعة مدرجات الاستاد لتكون من جميع جوانبه الأربعة بدلا من جهة واحدة فقط وخصوصا أن المجال متاح والاستاد يقع في منطقة مفتوحة وبالتالي تبخر أمل اتحاد الكرة في الاستفادة من هذا الاستاد في تسيير مسابقاته الى جانب بقية الاستادات في المملكة، ولا يعرف مدى الاستفادة الممكنة من هذا الاستاد ونحن نعيش في بلد نواجه فيه «مرض المنشآت»؟!

وفي الواقع أن ما حدث لاستاد فيصل بن حمد هو ما سبق أن حدث للكثير من المنشآت الرياضية حتى التي أنشئت حديثا في البحرين والمفترض أن تكون كل منها مهيأة وتساهم في حل المشكلة المزمنة، ويجعلنا نتساءل عن مدى الدراسة والواقعية التي يتم في ضوئها إنشاء مثل هذه الملاعب والصالات وتجعلنا ندور في حلقة مفرغة!