على نحو مفاجئ، ومن دون أية مقدمات انسحبت شركة «انتل» لصناعة معالجات الحواسيب من مشروع «حاسوب حضني لكل طفل» الهادف إلى تمكين أطفال الدول الفقيرة من اقتناء حواسيب محمولة لا يتجاوز سعرها 100 دولار. وبررت إنتل سحبت تمويلها ودعمها التقني من المشروع قائلة إن قرارها راجع إلى «أسباب فلسفية».
وصمم هذا الجهاز الذي يحمل اللونين الأخضر والأبيض لمن لم يشاهد جهاز حاسوب من قبل وللأطفال في الفئة العمرية بين 6 - 12 عاما والذين لا يملكون معلومات كافية حول استخدامات ومنافع الحاسوب، ومن بينهم من لا يستطيع القراءة أو الكتابة ولكن هذا الجهاز ومن خلال برامجهم سيساعدهم على التعلم بشكل أسهل وأسرع.
وعندما يفتح الطفل الجهاز سيشاهد شاشة بإطار أسود اللون وشاشة تحتوي على أيقونات (Icons) وفي كل عام سيقوم المشرفون على هذا الجهاز بتحديث البرامج وتطويرها لتكون ملائمة لكل طفل الأمر الذي يعطي الفرصة للطالب للتطوير والتحسين بشكل منفصل، إذ سيصبح بمقدور كل طالب التحسن من خلال مراقبة أدائه في كل مساقات العلمية وما يميز الجهاز أنه يساعد كذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة على التحسن والتطور.
ما يطمح اليه مشروع حاسوب محمول لكل طفل هو أن يصبح الطفل حرا في استعمال الحاسب في المنزل والذي من شأنه زيادة فعالية التعليم بمستوى التعليم نفسه في المدارس. ويحتوي الحاسوب الجديد (XO) على العلوم الأساسية لتطوير الدول النامية، وتحقيق الأهداف للوصول إلى مستوى التكامل في هذه الدول.
البعض يرجع موقف «إنتل» المفاجئ هذا إلى كونها قد انخرطت بشكل مستقل في إنتاج نوع مشابه من الحواسيب المحمولة تحت اسم «زميل الدراسة» (Classmate) بخصوصيات مشابهة لخصوصيات الـ (XO) لحد كبير، وتسوقه الشركة أيضا في المناطق نفسها التي يستهدفها مشروع «لابتوب لكل طفل» ما أثار حفيظة مديري المشروع.
وكانت شركة «إنتل» الأميركية لصناعة المعالجات قد أعلنت في يوليو/ تموز2007 توصلها إلى اتفاق مع مؤسسة «حاسب محمول لكل طفل» تقوم بموجبه بالمساهمة في عمليات تصنيع الأجهزة.
لكن موقع الاذاعة البريطانية على الإنترنت نقل عن المتحدث باسم «إنتل» تشاك مولي قوله إن «لابتوب لكل طفل» طلب من إنتل التركيز على المشروع ووضع حد لكل المشاريع الأخرى، بما في ذلك الكلاسميت، «لكنه طلب ليس بمقدورنا تنفيذه».
ويعود الخلاف بين إنتل مدير «لابتوب لكل طفل» نيكولاس نيغروبونتي إلى العام الماضي عندما إحتدم الجدل على هامش لقاءات منتدى دافوس إذ اصطدم رئيس شركة إنتل كريغ باريت، مع المدير السابق لشركة أم آي تي ميديا لابورتري، نيكولاس نغروبونتي، التي تحاول منظمتها غير الربحية التي تحمل اسم «لابتوب لكل طفل» أن توفر حواسيب زهيدة الثمن لـ 1,2 مليار طفل في العالم النامي، بسعر 100 دولار لكل حاسوب من طراز (أكس أو) بحلول نهاية العام 2008.
وكان نيغروبونتي قد اتهم انتل بمحاولة نسف المشروع، وذلك قبل انخراطها فيه. يشار إلى أن مؤسسة «حاسب محمول لكل طفل» غير الهادفة للربح قامت بحملة دعائية لبيع الأجهزة التي تقوم بإنتاجها بالولايات المتحدة وكندا مقابل 400 دولار، بزيادة الضعف عما كان مقررا سلفا. وكانت المؤسسة قد قررت في وقت سابق زيادة أسعار الأجهزة التي تعتزم إنتاجها لفقراء العالم لتباع - خارج الولايات المتحجة - مقابل 188 دولارا، بزيادة 12 دولارا عن المبلغ الذي كانت قد أعلنت عنه في مايو / أيار 2007.
ويمضي نغروبونتي في اتهاماته «إنتل» مشيرا إلى أن مديري الشركة ساهموا في حملة لإحباط زعماء العالم وثنيهم عن الالتزام بشراء أنظمته من اللابتوب. كما وجه نغروبونتي اتهاما لشركة «انتل» بتسويق استراتيجيتها إلى العالم النامي.
وأشار مديرون آخرون إلى أن النزاع لا يفعل الكثير باتجاه صوغ استراتيجية عامة لاستخدام العمليات الحاسوبية من أجل إحداث تقدم في التنمية الاقتصادية والتعليمية.
وعزز نغروبونتي من حملته التسويقية لمشروعه بإطلاق حملة تحمل شعار «تبرع بواحد، واشتر آخر»، إذ يقوم المقيمون بهاتين الدولتين بدفع المقابل المادي لشراء حاسوبين، يذهب أحدهما إلى أحد الأطفال الفقراء في دول العالم الثالث.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ