وبالإمكان القول: كلّ «فسيلة» ستنجب «نخلا»، ذلك أنّ شعوب الأرض لا تموت، وإن بدتْ عليها حال من الاحتضارالناتج عن «ضيق التنفس» أو «فقر الدم» أو غيرهما من الظواهر الصحية: البدنية منها والنفسية.
شعوب الأرض - حتما - لا تموت، عندما تعي قضاياها المصيرية المهمّة، ويتولّد، ثم يترشّح لديها إحساس بالكرامة لا يتحوّل ولا يتبدّل. شعوب الأرض هذه، لا تستكين ولاتذل ولاتُضام، كما يفعل بالأنعام، وأشباه الأنعام.
ألق بصرك أينما تكن من خريطة الدّنيا الواسعة، تجد الشعوب «البيضاء» و»السمراء» و»المتوسطة» تنشد دائما العزّة التي أشار إليها ربّ العزة والجلال في قوله تعالي: «ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين» وحركاتها وخطواتها المباركة التي سجّلها التاريخ بحروف من دماء، شاهدة على ذلك، أمس واليوم وغدا، وفي المستقبل القريب والبعيد.
فهذه الجزائر ومصر وجنوب إفريقيا وغيرها من الشعوب العربية المسلمة. تطلعتْ إلى الحرية، وعملتْ جاهدة لإنجازها بدمها وبكلّ عزيز وغالٍ لديها، حتى تحقق لها ما أرادت بفضل الله وعونه.
وصارت مثالا ومنارا للشعوب المكافحة التي قدّمت كلّ شيء في سبيل الانعتاق والتحرروالحياة الكريمة والشريفة.
ولنأتِ إلى الشعب الفلسطيني المناضل الحرالمجاهد الذي أشعل شرارة الكفاح بأشكاله المختلفة منذ ستين عاما وإلى اليوم، تجد هذا الشعب الفدائي لم يتراجع عن أهدافه، ولم يتنازل عن سلاحه المتنوّع - ولكل قاعدة شواد - إنه الشعب القدوة والمثل لكلّ شعوب الأرض الذي انتفض ومازالت انتفاضته حيّة قائمة ولن تنطفئ، إنها حرب مشروعة لتقريرالمصير وقودها الرجال والنساء والأطفال وكلّ شيء يؤدّي إلى الانتصارالكبير لقوى الحق على قوى الباطل في كلّ زمان ومكان.
ورحم الله نزار قباني إذ قال:
كلّ زيتونة ستنجب طفلا
ومحال أنْ ينتهي الزّيتون
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1946 - الخميس 03 يناير 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1428هـ