العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ

التعهيد 3/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الطبيعي أن نسأل: ما هي الحصة العربية من هذه الصناعة العالمية؟ يحاول الخبير في الاستثمار والتنمية البشرية شريف سامي أن يحدد رقما أوليّا في هذا المجال، فيقول: «بداية يصعب تحديد أرقام مستهدفة لما يمكن استقطابه من أعمال التعهيد الخارجي لتحقيق طفرة هائلة فى صادراتنا (مصر) من الخدمات وإيجاد عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة سنويّا إضافة إلى الاستثمار المباشر FDI المصاحب لها فى كثير من الأحيان... فلو بدأنا برقم 160 مليار دولار لخدمات التعهيد الخارجي المقدرة للعام 2009 بافتراض أنه سيتحقق (وهو ليس أعلى التقديرات)، وافترضنا أن 20 في المئة من هذه الخدمات فقط (من «تشغيل عمليات» و»إدارة مراكز اتصال» و»خدمات معلوماتية») هي من التي يمكن تأديتها فى مصر، وسعينا إلى حصة لا تزيد على 5 في المئة إلى 6 في المئة من هذه الشريحة الصغيرة نسبيّا فإننا بصدد صادرات سنوية من خدمات التعهيد بأنواعها كافة تتراوح بين 1,5 مليار و 2 مليار دولار، تساهم في إيجاد 80,000 وظيفة إضافية مجزية».

ويبدو أن مصر بدأت بعض الاستعدادات في هذا الاتجاه، هذا ما يؤكده تصريح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طارق كامل خلال الاجتماع الشهري الذي عقده مع صحافيي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في يونيو/ حزيران 2007 حين قال: «إن مصر تسعى إلى تشغيل حوالي 21 ألف متخصص في خدمات التصدير والتكنولوجيا بحلول العام 2011 لتحقيق إجمالي صادرات يصل فى المتوسط إلى 1,1 مليار دولار على اعتبار أن كل متخصص يحقق عائدا سنويّا تصديريّا يبلغ حوالي 50 ألف دولار سنويّا»

وأوضح كامل «إن مصر بها حوالي سبعة آلاف وخمسمئة متخصص يعملون في هذه الصناعة بشكل منتظم، ومن ثم فإن جملة الصادرات التكنولوجية تبلغ حاليّا فى المتوسط حوالي 350 مليون دولار»، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحديد قيمة الصادرات التكنولوجية بدقة لأنها في معظمها افتراضية وتتم عن طريق الإنترنت.

هذا وقد وقعت مصر في سبتمبر/أيلول 2007 اتفاقية تعاون مشترك مع بنك (اتش.اس.بي.سي) البريطاني لاقامة مركز اقليمي للخدمات المصرفية يخدم منطقة الشرق الأوسط والخليج. وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طارق كامل في تصريح صحافي عقب توقيع الاتفاقية ان المركز الجديد الذي سينشأ منتصف العام 2008، سيقدم نوعين من الخدمات من خلال مركزين للاتصال وخدمات الزبائن وآخر لاصدار البطاقات والخدمات المتعلقة بالبطاقات لزبائن البنك في الشرق الأوسط والخليج.

وأعلن كامل أن هذه الخطوة تندرج تحت اطار خطة لجذب الاستثمارات الأجنبية الى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وخصوصا في مجال التعهيد والتشغيل بواسطة الغير، وأعلن أن حجم استثمارات هذا المركز المزمع انشاؤه يبلغ 195 مليون جنيه ويوفر أكثر من 400 فرصة عمل كمرحلة أولى على أن تزيد نسبة العمالة به طوال مدة الاتفاقية والتي تصل الى ثلاث سنوات، مؤكدا ان اختيار البنك مصر لاستضافة هذا المركز لتقديم خدماتها المالية والمصرفية المتطورة سيكون له مردود ايجابي في جذب المزيد من خدمات التعهيد ذات القيمة المضافة العالية الى مصر.

وليست القاهرة هي المدينة العربية الوحيدة في هذا المجال، فقد سبقتها إلى ذلك إمارة دبي التي بادرت في صيف العام 2004 بإطلاق «منطقة دبي للتعهيد»، لتصبح أول منطقة متخصصة لهذا النوع من الأعمال في العالم. ولربما كانت انطلاقة دبي في عالم التعهيد متوقعة لكنها جاءت مفاجئة من حيث الحجم والسرعة والقوة، ففي مؤتمر عالم التعهيد الذي عقد في لندن في منتصف العام 2007، كشفت دبي عن مشروع عملاق يحمل اسم‏ «منطقة دبي للتعهيد‏»‏ داخل مدينة دبي للإنترنت، هدفه أن تكون دبي صاحبة أكبر منطقة متكاملة للتعهيد في العالم على الإطلاق.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً