لم أتحدّث في حياتي بلسانين قط، ولم استخدم كلمات مطاطية تحتمل أكثرمن معنيين، ولم أقابل الناس بوجهين... وما أنا مقتنع به في الليل هو ذاته ما أقوله أو أكتبه ويظهرعلى الملأ في النهار، والعكس.
وحينما كتبتُ حول تشويه صورة صحيفتنا «الوسط» في مجالس المحرّق من قبل البعض، سارع هذا البعض لا لنفي التهمة عن نفسه، بل ليؤكّدها من خلال القول: بأنّ نقد توجهات الصحف شيء، والكتابة وإرسال بياناتنا وتصاريحنا اليومية بالصور شيء آخر... إذا كان الأمر كذلك، فهل هناك أكبر من هكذا انتهازية؟!
لم أنقد صديقنا وجارنا وأخانا إبراهيم بوصندل في شخصه - ولن أفعل ذلك مهما بلغ بنا الاختلاف مبلغه - فهو أخ بالنسبة لي؛ رغم ما ذهب إليه هو من مواطن غير الإخوة الإسلامية، ومنها تلك التي «استكثر» علينا فيها أنْ يسبق اسمنا بكلمة «الأخ»! في بخل غير مفهومه بواعثه من الأخ إبراهيم!
ومع ذلك فأنني أربأ بالأخ إبراهيم أنْ يكون قد أخرجنا من دائرة الإسلام حين لم يسبق اسمينا (كاتب السطور والزميل خالد المطوّع) بكلمة «الأخ». خصوصا إنه أحد المتزعمين لحملة استبطان تكفيركثير من الوطنيين والمستقلين بل وحتى الإسلاميين غير المنتمين لفرق الموالاة! فضلا عن التنظيمات السياسية والرموز الوطنية الأخرى... ومنها رموز تنظيم «وعد». وإن كان تنظيم «وعد» من التنظيمات التي تحمل «المرجله» السياسية وتجاهر بكلمة الحق، كما كانت طيلة تاريخ قياداتها التي تفخربها البحرين، والذي لولا نضالاتهم لما جلس الأخ إبراهيم تحت قبة البرلمان، وعلى هذا الكرسي الذي لم يطالب به ولم يناضل من أجله يوما في حياته قط!
في مضمون مقال: «سبمبوت العثمان وعنكبوت المطوع»، والذي كتبه الأخ إبراهيم بأسلوب يحمل الكثير من الظرافة وخفة الدم، وتلك موهبة جديدة تضاف إلى مواهب صاحب السعادة النائب وخطيب المنبر، إلى الدرجة التي تثير الشفقة على منبر الرسول (ص) من أنْ يعتليه أصحاب المواهب الفنية!
في ذلك المقال يحاول الأخ إبراهيم، النيل من الأشخاص وليس نقد الآراء ووجهات النظر المطروحة. إذ يشير إلى زميل محترم بأنه تابع وفيّ، طبعا «كل يرى الناس بعين طبعه»، فالأخ إبراهيم بما أنه لا يفقه غير علاقة الشيخ بالمريد والتابع بالمتبوع، فهويفسّرجميع العَلاقات وتقاطع وجهات النظرعلى إنها علاقات تبعية؛ أي تابع بمتبوع! في الوقت الذي يهاجم الأخ إبراهيم زميلنا المحترَم بالنهار وعلى صفحات الجرائد يقوم بإرسال رسائله النصية بالـ«الخش» إليه طالبا ود الزميل المحترَم!
وعلى فهم وقياس وتفسير تقاطع وجهات النظر بأنها علاقات تبعية، فإنه (الأخ إبراهيم) وخوفا من فهم أي تقاطع في وجهات النظر بينه وبين أبوهيثم الأستاذ حسن مشيمع، سارع لإعلان البراءة من إخوته معه! وتقاطع وجهة نظره معه بشأن «الدستور الصوري»! ومع ذلك كان المفترض منه أنْ يقول: مادامت إخوة «مشيمع» في الحق فأهلا بها. وهذا هو مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة في أتباع الحق.
ومع ذلك فلا أنا ولا الزميل المطوع أتى أيّ واحد منّا كلاما من خياله ونسبه إلى الأخ إبراهيم. وما نقدنا إلاّ موجه إلى كلامه وليس إلى شخصه الكريم. ومع الأسف فإنّ كثيرا من الساسة يتنكّرون لتصاريحهم ويحورونها بحسب الموقف وطبيعة الظروف وأشخاص الحديث! تماما كما سبق أنْ انقلبوا على الاتفاق الذي وقعوه مع «الوفاق»! وبالتالي؛ فإنّ مسألة التنصل من الاتفاقات ومن العبارات التي يصرّحون بها في الليل هي مسألة قد دَرَجَ عليها الساسة من قوى الموالاة، مذ اليوم الأوّل لتنصيبهم كنواب! وهذا شاهد ودليل على أنّ أمرهم ليس بيدهم!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ