العدد 1935 - الأحد 23 ديسمبر 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1428هـ

أين المدرب الوطني من الأجنبي؟

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

المدرب الوطني له إنجازاته المشهودة سواء كان ذلك مع الأندية المحلية أو مع المنتخبات الوطنية، ولا يجوز أن ندفن هذه البصمات في الرمال وعلينا أن نشهد التاريخ على هذا الكلام في البطولة العالمية للناشئين والعالمية للشباب عندما كنا هناك في نهائياتها يوما من الأيام بسواعد وطنية مخلصة عندما توافرت لها الإمكانات التي من خلالها استطاع المدرب الوطني أن يكتب الإنجاز لبلده آنذاك.

لدينا الآن الكثير من المدربين الوطنيين الدارسين والحاصلين على الشهادات المتقدمة والمعترف بها عالميا ما يؤكد قدرة ابن البحرين للدخول في معترك التدريب من أوسع الأبواب ولكنه يحتاج إلى الدعم الكبير من الجهة المختصة والمسئولة عنه بشكل مباشر إلى جانب الإمكانات المادية والمعنوية حتى يستطيع أن يصل إلى محطة النجاح الكامل.

الفرصة التي يبحث عنها المدرب الوطني لإبراز نفسه كمدرب في المنتخبات الوطنية تحتاج إلى الكثير من الأمور الأساسية والمهمة وأن تكون حاضرة قبل اسناد المهمة له حتى ينجح في مهمته مع المنتخبات الوطنية.

عندما نقوم باسناد المهمة لقيادة أحد منتخباتنا الوطنية في بطولة ما، فما الذي سنقدمه لهذا المدرب الوطني من امكانات تجعله متمكنا منها من خلال الجهاز الإداري الناجح قوي الشخصية يساعده على قبول التحدي مع النفس في تلك البطولة، اضف إلى ذلك يحتاج هذا المدرب إلى مساعد يختاره هو بنفسه لا غيره حتى يكون التفاهم الفني على كل الأمور المتعلقة بالفريق في محل تفاهم تام بعيدا عن الخلاف في الجهاز الفني ما يؤثر على الاداء للفريق، ولا يجوز أن يجبر على مساعد لا ينسجم معه، وبعد ذلك نوفر له المباريات التجريبية القوية التي تسبق كل استحقاق لاختيار القائمة النهائية التي يدخل معها المدرب البطولة المعنية بمحض إرادته هو، لا إجباره على اسماء لا يرغب في ضمها!

نحن متأكدون جدا عندما تتوافر الأرضية الأساسية والمهمة للعمل لكل مدرب وطني يقود فيه احد المنتخبات الوطنية من الشروط المسبقة الذكر فإن هذا المدرب الوطني سيحقق من دون شك النتائج الجيدة وسيترك بصمته واضحة في تلك البطولة.

لن أقوم مدافعا عن المدرب الوطني غازي الماجد في الاستحقاق الآسيوي لمجموعة منتخبنا الوطني للشباب للكرة والتي أقيمت في طهران وخرج منها المنتخب بفوز واحد باهت حققه أمام الهند. النتائج السلبية التي رافقت الفريق لم يكن سببها المدرب ولا طريقة لعبه ولا اسلوب ادائه، ولكن هناك أمورا خارجة عن الإطار الفني كانت السبب الأساسي وراء هذه الاهتزازة.

منتخبنا الكروي للشباب ذهب إلى طهران من دون اعداد جدي ولا مباريات تجريبية قوية ولا جهاز إداري مدرك لأهمية المرحلة ولا مساعد للمدرب اختاره هو، مع أننا على يقين بكفاءة المدرب الذي رافق الماجد في تلك البطولة وكان خير مساعد له، ولكن عندما يكون المساعد هو من يختاره المدرب تكون الفرصة للنجاح أكبر.

لا الإمكانات المادية كانت متوافرة ولا الإمكانات المعنوية أضف إلى ذلك أن المدرب الوطني الماجد بنى طريقة اللعب على عدد من اللاعبين المتميزين، ولكنه فوجئ بهؤلاء لا يرافقون الفريق في تلك البطولة لأسباب مختلفة، وهذا سبب كاف يجعل هذا المدرب لا ينجح في مهمته.

مدرب المنتخب الأولمبي إيفان قدمت له كل الإمكانات والمساعدات وتم الوقوف إلى جانبه من أجل بلوغ الدور النهائي لاولمبياد بكين، وأعطي هذا المدرب ما لم يعط أي مدرب وطني ولكنه فشل في اجتياز العقبة الأخيرة، وحتى المدرب الخبير مدرب منتخبنا الأول ماتشالا اسبغت عليه كل النعم وكل ما يريده هو بنفسه من دون تأخير، ولكن ما هي النتيجة! الفشل في كأس الخليج بالإمارات وكأس آسيا الأخيرة، والمنتخب الأولمبي وهو أمامه الآن الاستحقاق الأخير وستتوافر له كل الإمكانات المتاحة وقد لا ينجح وهذا ما لا نتمناه.

الإمكانات التي توافرت إلى إيفان لو تم توفيرها إلى الماجد في طهران فاعتقد جازما أن لدى الماجد القدرة على ايصال الفريق إلى نهائيات آسيا، ولكن لا تسند المهمة له وتتركه يشارك في البطولة على البركة وبامكانات محدودة ومن ثم نعلق الفشل على الأمور الفنية!

وفروا وأعطوا المدرب الوطني كل الإمكانات المتاحة التي تكون دائما للمدرب الأجنبي وحينها تستطيعون أن تحاسبوا الوطني على تقصيره، واسألوا المدرب الوطني عبدالعزيز أمين والوطني القدير سلمان شريدة الذي تألق مع منتخب الشباب وفي باكستان وفي البحرين عندما توافرت له الإمكانات، بل وحفر في الصخر مع باكستان وكان له ما يريد من تكوين اللبنة الأساسية لمنتخبهم هناك.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1935 - الأحد 23 ديسمبر 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً