العدد 1935 - الأحد 23 ديسمبر 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1428هـ

الطبيب سعد آل خليفة... إنسان وطيبة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

بعض المهن لا تظهر فيها بشكل جلي العلاقات الإنسانية والرقي الأخلاقي، في حين بعض المهن الأخرى تكون العلاقات الإنسانية والرقي الأخلاقي تخّ أساسها، ودونها لا تكون للمهنة أية مناسبة أو داعٍ. من هذه المهن مهنة الطبابة.

فالطبيب يعالج جوانب كثيرة غير تلك الجراحات المفتوحة الظاهرة في الجسد. فهناك جروح داخلية خطيرة في النفس. وتلك يعالجها الطبيب بغير مشرط الجراحة أو التدخل الملموس؛ وهي تلك العالقة في نفس المريض وأهله... وذلك من خلال العلاقة، رابطة العلاقة الإنسانية التي تنشأ وتنمو بين الطرفين، والتي يكون أساسها السلوك الراقي والمناقب الراقية التي ينتهي إليها خلق الطبيب.

الطبيب الجراح سعد آل خليفة، من أطباء الجيل الحديث، من أطباء الخلق الكريم، من أطباء النبل الإنساني، يجلله الحياء، ويترجم أخلاقيات مهنته في واقعه اليومي حين معاينته ومعالجته للمرضى. ومهنة الطب ليست ككل المهن، فهي مهنة الغاية منها معالجة المريض مهما كان قدره ومكانته في المجتمع، بل والمحافظة على أسرار المرضى وعدم خرق قدسيتهم.

وقد كان لي موقفا مع هذا الطبيب الخلوق، حينما أصيب عبدالرحمن الحادي ابن قريبي صلاح الحادي، وكنت متابعا للحالة عن كثب... وقدر الله لي أن أكون شاهدا على أخلاق هذا الطبيب الماهر، الذي لا شك في أنه مثال لأخلاقيات الطبيب البحريني... فهو يتعامل مع الرجل وكأنه أخوه ومع المرأة وكأنها أخته، ومع الشيخ الكبير وكأنه أبوه ومع المرأة الكبيرة وكأنها أمه (رحم الله والده، وأطال الله في عمر والدته بالخير والصحة والعافية)، ويتعامل مع الطفل الصغير وكأنه ابنه...

وقد نجح أيما نجاح ذاك الطبيب الماهر الذي يعالج جروح المرضى، بل وأهلهم معهم، بكل حرفية ومهنية، إضافة إلى مداواة جروحهم النفسية والخفية التي تقبع خلف جدران الحياء والممانعة والخجل من البوح بها.

هكذا هي أخلاقيات الطبيب العربي والمسلم. إذ مهنة الطبابة هي من المهن التي لا تعرف التمييز الطائفي أو العرقي أو القبلي أو الطبقي... الكل سواء أمام الحاجة إلى الصحة. وهكذا هو إسلامنا لا يعرف التمييز أو عدم المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات، فالناس سواسية كأسنان المشط.

نأمل أن يكون سلوك الطبيب الطيب سعد آل خليفة مثالا في التعامل الأخلاقي الراقي، ليس على صعيد مهنة الطب فقط، بل في جميع المجالات والمهن؛ من محامين وسياسيين ونقابيين وحقوقيين وحكوميين... إلخ.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1935 - الأحد 23 ديسمبر 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:31 م

      ونعم الطبيب

      انا اوافقك الرأي اخي العزيز هذا الدكتور هو انسان ومبدع بمعنى الكلمة

اقرأ ايضاً