ما يكتبه الكتّاب الإلكترونيون، يعبّرعن مأزق لا يعيشه المجتمع البحريني وحدَه؛ بل الإقليم بأكمله. وهو واقعٌ لا يمكن نكرانه بمليون مقال كما يقول أحدهم: إنّ الجماعة التي تدافع عنها طائفيان بالفطرة، ومستحيل تغيّر لا أنت ولا عشرة من أمثالك، ممن يحبون الخير لهذه الأرض، من طباعهم. ويأتي بأمثلة على ذلك من الواقع المعيش.
في حين تشن إحداهنّ حملة شعواء واضحة للعيان ضد مجموعة من الزملاء الكتّاب المحترمينَ ذوي الاتجاه الوطني النابذ للطأفنة. والكاتبة تخفي شخصيتها المريضة بداء الحقد واستصغارالشخصيات، وليس الرد المنطقي العلمي الرصين. وهي تستخدم اسما مستعارا ترمز فيه إلى طائفية فاقعة، وتستخدم أسلوبا خاليا من الاحترام أو الذوق.
لديّ قاعدة ذهبية في التعامل مع السب والشتم الإلكتروني، وهي: “المعلوم لا يرد على المجهول (النكرة)؛ خصوصا حينما يتعلق الأمر بقلّة الأدب أو الحياء أو الاثنين معا”. كما في الحالة الماثلة إلكترونيا أمامنا، والتي نعالجها جزئيا، أما العلاج الكلي فأمره راجع إلى طبيب نفساني محترف! ولكني سأكسر هذه القاعدة اليوم.
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا، في فريج العمامرة، أنه حينما يسبنا أو يشتمنا أحدهم على جدار البيوت، نكتب إليه ردا مفحما: إنْ كنت رجلا فواجه الرجال. ولأنّ السب والشتم فيهما من الوقاحة والفجاجة ما لا يقبله إنسانُ الفطرة السليمة، فإنه لا يوجد مَنْ يرتكبهما وينسبهما لنفسه. بل يخجل المرءُ من نسبة سوء الخلق إليه، فيعمد إلى التخفي خلف أسماء مستعارة أو نكران كلامه. والسباب والشتائم لا يشير إلاّ إلى نفسية الكاتب وبيئته وتربية أهله. ويقول إخواننا المصريون: “الشتيمة بتلف بتلف وترجع لصاحبها”! ولو إنّ الكلام يُعالج قضية ما بالمنطق بلا سب أو تجريح أو قلّة حياء لقبلناه، فنحن مجرد بشر، وكل ابن آدم خطاء... ولكنه استعلاء فارغ، وبلادة ذهنية وبلاهة متناهية؛ لا تشير إلاّ إلى معرفة ضحلة بالأشياء من خلال موسوعات البحث الموجودة على الإنترنت فقط! فتارة تشير إلى أنها صاحبة اليد الطولى في معرفة أصول تسميات الفرق والمذاهب والطوائف الإسلامية، ومنها تسمية جماعة أهل السنة والجماعة، والتي هي محط فخرواعتزاز بالنسبة لي شخصيا كانتماء مذهبي، تماما كما هو الحال عند المنتمينَ إلى بقيّة الفرق والمذاهب والطوائف الإسلامية.
وتارة تشير إلى أنّها الفطحل في التاريخ، وعندها ينتهي الطلب، فتحاول تصحيح أو تعديل معلومة عن العربي الثائر المغدورالشيخ خزعل الكعبي. وتارة أخرى تكتب وكأنها “سيجموند فرويد” عالم النفس، فتقوم بتحليل نفسيات الكتّاب، مشيرة في بعض تحليلاتها إلى أنه يمكن للنفس الطائفي العميق. وأوّل مرة في تاريخ القراءة، ومذ ربع قرن وأنا أقرأ في مختلف العلوم والعقائد والملل والنحل والموسوعات السياسية والمعاجم الاجتماعية والنفسية، والقصص والروايات والحوادث التاريخية، والمصادر القانونية والفقهية... أطلع بفضل المتفردة في عصرها، والنابغة اللغوية (خنساء عصرها)، على ما خطته بيراعها كلمة “العميق”؛ وهي تُكتب بهذا الشكل غير اللائق بطالب إعلام في عامه الجامعي الأوّل. وتختم صاحبة الترميز الطائفي الفاقع رافعة قميص عثمان “...”. وأنا أقول: رحمك الله يا علي جاسم مكي وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وجعل ذريتك أهل خير وكفوف ترفع بالدعاء لكَ بالجنة. وهدى الله القوم فإنهم لا يفقهون حديثا
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ