تسلم مرزوق رسائل عن استيراد البحرين تمرا مصنوعا في أميركا، وكتب أحد المواطنين من أميركا يقول:
أهلا مرزوق، بس ويش أقول ليك... قرأت الخبر عن التمر المصنوع في أميركا وتذكرت شيئا... أنا في الدولة غير الشقيقة أميركا... إذا أروح أتسوق بالسوبر ماركت، خبرك اهني السوبر ماركت يبيع طماطه وجواتي وثياب إللي يلبسها في البحرين محد يكلمه... زين قعدت افرفر، هذا صنع في سنغافورة، وهذا في الدومنيكان... بس الغريب اني حصلت ماركات كثيرة من «ث» بواطلين جينز وفانيلات بعد... كلها مكتوب عليها «صنع في البحرين»! سبحانه الخالق... وفي البحرين هذه الثياب مكتوب عليها «صنع في أميركا».
مرزوق قرأ رسالة المواطن الذي رماه حظه في أميركا، ودعا له بالأمن والأمان لأن أميركا لا يشعر فيها الواحد بأمان، ولذلك فهي قررت ان تشعل الشرق الأوسط بالنار، وتتأكد أن الاستقرار الموجود عندنا يتحول الى دمار...
على ان الاستقرار الموجود لدينا هو بالمعكوس. تماما كما هو حال البنطلون المصنوع بالمعكوس، البنطلون المصنوع في البحرين يكتب عليه صنع في أميركا إذا كان يباع في البحرين، وذلك بسبب عقدتنا من أنفسنا وخوفنا من العجز. غير أننا لسنا عاجزين بدليل أننا نصنع ثيابا ونصدرها الى أميركا.
الثياب المصنعة في البحرين تستخدم أيدي عاملة بحرينية جنبا الى جنب مع الأيدي العاملة غير البحرينية، وتعاملها المعاملة نفسها... وهذه الثياب التي كان يجب ان نفتخر بها نستحي منها ونكتب عليها صنع في أميركا إذا بيعت في البحرين... وعندما استفسر مرزوق عن التمر، حصل على جواب يقول «وما يدريك، فلعل التمر هو من الأميركان الذين يعيشون في الفلل في البحرين وكتبوا عليه صنع في أميركا، ففي داخل الفلل التي لا يستطيع ان يلجها المواطن حتى يلج الجمل في سم الخياط يتوافر كل شيء يحلم به الانسان ويستطيع الأميركي ان يفرح ويمرح وينتج ويبيع علينا داخل بلداننا...
إلا أن الشيء الذي يُفرح عن قصة البنطلون المصنوع في البحرين هو أننا استطعنا اختراق أميركا أخيرا، واستطعنا ان نبيع عليهم «الجينز» الذي صنعه «الكاوبوي» الأميركي، وهم أيضا أحدثوا اختراقا في الأسواق، وباعونا التمر الذي كان لدينا منذ آلاف السنين وقررنا أخيرا تدميره لخدمة المصالح الشخصية لفئة لا تهتم بأي شيء يهم البلد..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 193 - الإثنين 17 مارس 2003م الموافق 13 محرم 1424هـ