اعتمدت وزارة شئون البلديات والزراعة أسلوبا جديد في تجميل وتزيين البحرين تمثل في وضع نباتات في أصيصات كبيرة الحجم في الشوارع، ولا أعرف ما إذا كانت الزراعة ستعتمد الأسلوب نفسه بشكل مستمر أم أنها ستتخذ منه وسيلة لتجميل البحرين خلال الاحتفالات بالعيد الوطني فقط؟
وأعتقد أن الأصيصات المستخدمة لا يوجد أكبر منها حجما، ولكنها بالتأكيد لا تعتبر حلا لتجميل الشوارع، وخصوصا أنها ليست مثبتة في الأرض، بالإضافة إلى احتمالات تعرضها للسقوط إذا ما هبت رياح قوية أو إذا تعرض المراهقون لها لسبب أو لآخر.
الزراعة كغيرها من الكثير من الجهات التي تقوم بتطبيق أفكار وتغيرها بعد مدة، ولكنها سرعان ما تعود وتطبق الأفكار القديمة؛ لذلك هي وغيرها بحاجة إلى اتخاذ القرارات التي يطلق عليها اسم «قرارات» وليس أن تتخذ قرارات لتمضية وقت التطبيق فقط.
الكثير من الشوارع كانت مليئة بالأشجار وبالنخيل التي عرفت بها البحرين يوما ما من خلالها ببلد المليون نخلة، وأحد الشوارع تلك هو شارع البديع الذي وضعت فيه الأصيصات المعنية هنا، فقبل أعوام بسيطة فقط كانت تملأه النخيل الحقيقية وليست النخيل المستوردة، حتى جاء الوقت الذي اقتلعت فيه على رغم أنه لم يحن أوانها، وماأزال حتى الآن أتذكر منظر الاقتلاع التي غطى مكانها أسوار حديد نراها بين فترة وأخرى معوجة بينما تلك النخيل بقيت مستقيمة لأعوام طوال!
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1929 - الإثنين 17 ديسمبر 2007م الموافق 07 ذي الحجة 1428هـ