«حمد بن عيسى» والعفو شيمة الكرام كان عنوانا لعمود يوم الأربعاء 12 ديسمبر/ كانون الأول 2007. رفعتُ التماسا مقدما من «أم أحمد» إلى مقام عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقد كنت متيقنا من أن الجانب الإنساني هو عنوان شخصيات قادة البلاد والأسرة المالكة الكريمة، وخصوصا أن قضية «أحمد» ذات جانب إنساني يطغى على أي اعتبار آخر. ومن هذا الموقع أحيي المسئولين في الديوان الملكي العامر وعلى رأسهم معالي الشيخ خالد بن أحمد بن سلمان آل خليفة على هذه اللفتة الكريمة، والنظر إلى الجانب الإنساني في هذه القضية الحساسة، وتوجيه المسئولين في الديوان الملكي للاهتمام بهذه القضية.
بادئ ذي بدء، لابد من التأكيد أن الغاية من العقوبات والجزاءات؛ حفظ المجتمع، الردع والزجر والعبرة، وعدم اتيان وتكرار الفعل من الجاني. وقد تحققت غاية العقاب والجزاء في القضية التي نحن بصددها، فقد حُكم فيها منذ العام 1998، وتم رفض طلب الاستئناف في العام 2000.
إن العفو هو من اختصاص جلالة الملك - حفظه الله ورعاه - والعفو شيمتك يا حمد بن عيسى، ونحن على أبواب العيد، وأحمد قد قضى أكثر من ثلاثة أرباع المدة، سبع سنوات عجاف، في الغربة والعذاب النفسي والجسدي (إثر الأمراض المزمنة التي فتكت به)، وما ترجوه هذه الأم الثكلى، وما تذرفه عيناها من دموع تتوسل بها كرم أخلاق وشيمة أساس العرب وأصلها (حمد بن عيسى)، هذه الشمائل التي عرفك بها القاصي والداني، الفقير والغني، العرب والعجم، الحاضر والبادي... وشيمتك “يا حمد بن عيسى” هي العفو... ثم العفو.
هذه الأم الثكلى، بيدك وحدك، أن تعفو عن ابنها وقرة عينها، وتعيده إلى حضنها الدافئ... فهي لا يراودها حلم صباح مساء، إلا أن ترى ابنها قبل أن تغفو عيناها عن هذه الدنيا إلى الأبد. هذه المرأة واحدة من النسوة اللائي يرفعن أكفهن وتلهج ألسنتهن بالدعاء لمليكنا بالصحة والعافية وطول العمر، ولن يخيب ظنها في ملك شيمته العفو.
لا يرهق قلبها سوى أن تفارق هذه الحياة من دون أن تتوسد مخدتها وإلى جانبها ابنها، على أرض مليكها حمد، صاحب الشيمة والمروءة والنخوة، وكما تقول هذه الأم: ملكٌ لن يخيب من يطرق بابه راجيا عفوه الكريم.
يا أم أحمد، ثقي تماما بأن شيمة ومروءة ونخوة «حمد بن عيسى» لا تقبل بالذل لأي مواطن بحريني أو عربي أو مسلم يعيش في كنف ملكه... ولا أدل على ذلك أنه منذ تولي جلالته مسئولية الحكم في البلاد، ومنه يصدر العفو تلو العفو، والمكرمة تلو الأخرى، ويُعيد الحقوق إلى أهلها، ويقيم موازين العدل والقسط بين الناس، وشمائله طوقها الخير من كل جانب... ولن تقصر يده الطولى بالخير، أو نفسه الأبية الشهيرة بالكرم، من أن يتكرم ويعفو عن ابنك أحمد، فالعفو شيمته ولازمته التي لا تنفصل عن شخصيته أبدا. والعفو شيمة الكرام، وحمد بن عيسى كريم ابن كرام... وحفظ الله مليكنا من من كل مكروه وشر وأطال عمره بالخير. اللهم آمين.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1928 - الأحد 16 ديسمبر 2007م الموافق 06 ذي الحجة 1428هـ