تطالعنها الصحف يوميا بأخبار تبعث على الأرق والقلق المؤلم، وهي في ازدياد مستمر، حتى صارت مؤشرا مزعجا لمن يحمل شعورا إنسانيا، ومن منا لا يحمل هذا الشعور؟

إن ما تنشره الصحف عندنا غير مشكوك فيه، ولا يتسم بأية مبالغة، وهذا ما يضاعف الشعور بالألم، لأنه يتعلق باستقرار المواطن وإحساسه بالأمان قبل وبعد أي شيء آخر.

فبعض هذه الأخبار يتضمن الاعتداء على هذا المواطن أو ذاك بأي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان باليد أو التهديد باستخدام السلاح الأبيض أو أي سلاح آخر، بغية الحصول على أموال لاستخدامها في ملذات مشروعة وغير مشروعة.

ومن يتابع مثل هذه الأفعال يجد أن معظم القائمين بها هم أناس يحملون جنسيات آخرى غير بحرينية: وافدين أو مقيمين أو هم في طريقهم إلى الإقامة على أرض هذه البلد «المضياف».

وإلى جانب القتل والتهديد به، هناك جرائم تتعلق بتعاطي وترويج المخدرات والمشروبات الكحولية، بصورة تتسع يوما بعد يوم، على رغم العقوبات المشددة وغير الرادعة.

أما سرقات البيوت والسيارات وغيرها فهي في ازدياد ملحوظ أيضا وفي جميع الأوقات، ماينذر بالخطر ويبعث على الخوف الفردي والاجتماعي، ذلك أن الأمان من أهم العناصر التي يتوق إليها الإنسان في جميع مراحل حياته، انطلاقا من قول القائل: نعمتان مجهولتان، الصحة والأمان، بل يمكن القول عن قناعة إن الأمان يمكن أن يسبق الصحة ويتقدمها، إذ إن الصحة بلا أمان شيء ناقص.

وإذا تخطينا ما سبق من منغصات ومرعبات فسنصطدم بشتى الممارسات التي تنطلق من الشقق المفروشة وغرف الفنادق التي تعج بجرائم منوعة أبطالها غالبيتهم من غير البحرينيين، وإنما من بلدان قريبة أو بعيدة عنا بمسافات، وقد وجدوا ضالتهم في أرضنا العزيزة وبين شعبنا الطيب.

إن ما أقوله هنا ويقوله غيري يعرفه الجميع ويؤمنون بصدقيته، من خلال ما تنشره الصحافة أو الجهات المسئولة في بلدنا، وبالتالي يجب على الجميع - حكومة وشعبا - مضاعفة الجهود والإمكانات للقضاء على هذه الظواهر الخطيرة المنتشرة في وطننا الحبيب، والتي تثير معها _ الخوف والقلق على أنفسنا وأولادنا ونسائنا وأفراد أسرنا وممتلكاتنا.

شكرا لصحافتنا المحلية، وشكرا للمتعاونين في القضاء على أسباب الجريمة «اللهم أجعل هذا البلد آمنا».