أصبحت النفايات الإلكترونية هي الأسرع نموا بين كل النفايات في الدول الصناعية حاليا، كما إن هذه الإلكترونيات مسئولة عن 70 في المئة من المعادن الثقيلة الموجودة في مكاب النفايات الأميركية بما في ذلك 40 في المئة من الرصاص ما يجعل التعامل مع هذه النفايات الخطرة أولوية بيئية. إن أنبوب الأشعة المهبطية «الكاثود» الزجاجي الموجود في شاشة التلفزيون والحاسوب يحتوي على 1,8 كيلوغرام أو أكثر من الرصاص. وإذا ضربنا هذا الرقم في 315 مليون جهاز حاسوب وهو عدد الحواسيب في الولايات المتحدة لوحدها في العام 2004 تكون النتيجة أكثر من نصف مليار كيلوغرام من الرصاص. كما تحتوي الشاشات الملونة في غالبية أجهزة الحاسوب على أنابيب تخالف معايير السمية للرصاص وتصنف بأنها نفايات خطرة، بالإضافة إلى أن لوحات الدوائر والبطاريات ممتلئة أيضا بالرصاص وكميات أقل من الزئبق والكروم.
ويزن البلاستيك المستخدم في صنع جهاز حاسوب عادي نحو 6 كيلوغرام، 25 في المئة منه يتكون من «بوليفينيل كلورايد» الذي ينتج مركبات الديوكسين السام عند الاحتراق. وتحتوي أجزاء بلاستيكية أخرى وبعض لوحات الدوائر على معوقات لهب معالجة بالبروم يشتبه في أن بعضها يعطل عمل الغدد الصماء ويتجمع في أنسجة الحيوانات والأسماك ما يشكل خطرا على صحة المستهلكين.
ويعتقد الخبراء أن إدراك الأثر البيئي للنفايات الإلكترونية لا يزال في بداية الطريق الطويل، فقدرة أجهزة الحاسوب على معالجة المعلومات قد تتضاعف كل 18 شهرا ولهذا يعمد المستهلكون إلى تحديث أجهزتهم بشكل متواصل ومتتالي والتخلص من الأجهزة القديمة. كما أن هذا النمو في الإلكترونيات يندرج ايضا على الأجهزة الإلكترونية الأخرى المخصصة للترفيه والاستخدام المنزلي أو لدى الشركات.
وهناك غموض كبير يكتنف مصير النفايات الإلكترونية، ويفترض العلماء أن الغالبية تطمر أو تحرق أو يتم تصديرها أو تترك قابعة في المخازن. وأظهرت دراسة أجراها المجلس الوطني الأميركي للسلامة أن 31 مليون جهاز حاسوب شخصي في البلاد تم التخلص منها في العام 2001 ، ويرجح أن الكثير منها ذهب إلى تجار يتولون تصديرها إلى الخارج. وقدرت الدراسة عدد أجهزة الحاسوب التي ستصبح مهملة العام 2004 بحوالي 315 مليون جهاز ليصل العدد إلى 500 مليون في العام 2007 كما قدرت النفايات الإلكترونية بحوالي 5 إلى 7 ملايين طن سنويا.
وفي الدول الأوروبية تنتج فرنسا وحدها كل عام ما يقارب 1,7 مليون طن من النفايات الكهربائية والإلكترونية، أي ما يعادل 28 كيلوغراما في السنة لكل فرد. وهو رقم كبير جدا، يستمرّ في التصاعد بنسبة، تتراوح بين 3 إلى 5 في المئة كل عام. وكانت هذه النفايات لغاية العام 2005، لا تخضع لأي نظام خاص. ولكن هناك إجراءات فرضتها توجيهات أوروبية، من شأنها أن تخفض كميّة النفايات الإلكترونية المنزلية، الى أربعة كيلوغرامات في السنة للفرد الواحد، وذلك خلال فترة تمتدّ الى نهاية العام 2007. وبالتالي يلتزم الموزّعون، بموجب هذه الإجراءات، بتسلّم الجهاز القديم من الزبون مجّانا، عند شرائه أي جهاز جديد. كما أن خطوات لاحقة ستتخذ، للتخفيف من استعمال بعض المواد الخطرة، مثل الرصاص، الزئبق والكاديوم، في تصنيع أجهزة الخليوي.
وحسب الإحصاءات الدولية فإن نحو 50 مليون طن من هذه النفايات السامة أي ما يعادل 5 في المئة من إجمالي النفايات الصلبة في العالم يتولد سنويا في مختلف أنحاء العالم. وحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن حجم النفايات الالكترونية في الدول النامية سيزداد إلى ثلاثة أمثال ما هي عليه الآن بحلول العام 2010 وعلى رغم صغر عدد سكانها تتصدر سويسرا قائمة الدول صاحبة أعلى معدل للنفايات الالكترونية لكل فرد من السكان برصيد مليون ومئة ألف طن متري، ثم تليها الولايات المتحدة برصيد 212400 مليون طن متري. وفي الواقع فإن تزايد نصيب الفرد من النفايات الإلكترونية يتواكب مع الزيادة في معدل إنفاق الفرد عالميا على معدات وأجهزة الاتصال والمعلومات.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1922 - الإثنين 10 ديسمبر 2007م الموافق 30 ذي القعدة 1428هـ