مع كامل احترامي وتقديري الأتمين الأكملين للأخ العزيز إبراهيم بوصندل، ومع احتفاظ كل منا برأيه، فإن وجهة نظري فيما أدلى به للصحافة ونُشر الخميس الماضي، وتحديدا في صحيفتنا «الوسط»، هذه الصحيفة التي لم يدخر «البعض» جهدا في مهاجمتها في مجالس المحرق كل مساء، بمناسبة ومن دون مناسبة. وهذا «البعض» يرسل - الآن - البيان تلو البيان، والصورة تلو الصورة؛ من أجل نشرهما في صحيفتنا «الوسط»، ولو أحصينا عدد بياناتهم وصورهم المنشورة فيها لناهز تعدادها المقترحات برغبة التي يقدمها النواب للحكومة! مع كل ذلك أجد نفسي اختلف مع الأخ إبراهيم في قوله إن هناك نوابا يفكرون في تقديم استقالاتهم من المجلس النيابي!
النواب لن يقدموا استقالاتهم بالمطلق ولم يفكروا في ذلك، ربما تحدّثوا عن ذلك لمجرد الدعاية السياسية، إلا أن واقع حالهم يقول إنه من سابع المستحيلات أن يقدموا استقالاتهم. وكم كنت أتمنى على الأخ إبراهيم أن يشير بأسماء النواب الذين فكروا في تقديم استقالاتهم، وقبل أن يشير إلى أسمائهم كان بودنا أن نعرف عناوين هؤلاء الذين يفكرون في تقديم استقالاتهم، إذ غالبية النواب ليس لديهم مكاتب وعناوين يعرفها أهالي دائرتهم الذين انتخبوهم، طوعا أم كرها، حقيقة أم خيال!
الأخ إبراهيم أشار إلى أن الدساتير صورية، وهو يتقاطع في هذا الطرح مع حركة حق ومع الناشط السياسي الأستاذ حسن مشيمع! هذا الالتقاء والقرابة السياسية قد لا يحبذهما الأخ إبراهيم ولا يتمناهما، إلا أنه وقع فيما هو محظور سياسيا (بالنسبة لجمعيته) مرة أخرى! فالمرة الأولى التي وقع فيها الأخ إبراهيم في المحظور حينما وقّع اتفاقا مع «الوفاق»، والمرة الأخرى حين التقى مع الأستاذ حسن بلا موعد... ورب صدفة سياسية خير من ألف ميعاد سياسي!
وهنا نقول: مادمت يا أخ إبراهيم تعلم بأن الدساتير صورية، فلماذا أطلقت الوعود تلو الوعود فترة الانتخابات، ووثقتها في برنامجك الانتخابي؟ أم أنك لم تفهم - مع كامل احترامي لشخصك الكريم - ما قرأته في الدستور واللائحة قبل الانتخابات؟! أم أنك للتو فهمت قواعد اللعبة السياسية، أوالاحتمال الأخير وهو أنك كنت تمارس جزءا من اللعبة السياسية ذاتها!
وبما أن الأصل في المسلم حسن النية، وليس ممارسة الألعاب السياسية، فأنتم دخلتم السياسة لتطهروها من الكذابين، ولدفع الضرر الأكبر والمفسدة الكبرى بأخرى صغرى، وهب أنك عرفت للتو أن البرلمان أو الدساتير صورية فلماذا أصررت ودافعت في كثير من الأحاديث عن قانون تقاعد النواب؟! وقلت في أكثر من جلسة إن من حق النواب أن يكون لهم (تقاعد!)، فلماذا طالبت بتقاعد للنواب وأنت تعرف أن الدستور صوري وأن النواب لن يستطيعوا فعل شيء، يعني «ما سووا شي»؟! وهل مازلت، على رغم صورية الدستور كما تصفها، تصر إصرارا وتلح ألحاحا على تقاعد النواب؟!
في النهاية نقول: اللعبة انتهت، والخديعة الكبرى انطلت على البسطاء! واستقالات النواب بالمشمش! ولك الله يا شعب مبتلى... وهيك مجلس ودستور (صوري كما يقول الأخ إبراهيم) هيك نواب وحصالات سياسية
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ