العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ

موضوع الكشف عن الموهوبين يحتاج لقرار سياسي

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

موضوع الكشف عن التلاميذ الموهوبين مهم جدا، وأرى أن هناك توجهات إيجابية من قبل وزارة «التربية» تنصب لتحقيق هذا الهدف من خلال توافر مركز للموهوبين. فرحنا كثيرا لتأسيس المركز وفرحنا عندما افتتح، ومن خلال متابعاتنا فرحنا كثيرا عندما قرأنا بأن هناك أدوات تم استقدامها من الخارج وسيتم تقنينها على البيئة البحرينية لاستخدامها كأدوات للكشف عن الموهوبين، سنفرح أكثر عندما نجد أن هناك اهتماما مماثلا أو ربما يفوق ذلك عندما نجد أن هناك باحثين ومهتمين يبنون أدواتهم ويقننونها على البيئة البحرينية، وليس استيرادها من الخارج، وسنفرح عندما نسمع أن هناك خططا في جعبة الوزارة ترمي إلى تدريب المعلمين على عمليات الكشف من خلال توعيتهم بسمات وخصائص الموهوبين، وقدراتهم المتنوعة، فالمعلم هو من يقضي التلميذ جل وقته معه ولا يمكننا استثناءه من عملية الكشف بل ربما يكون هو المحور الأساسي، ولكنه يحتاج منا إلى تدريب وإلى توعية، وأظن أنه ليس من الحصافة التربوية في شيء أن تكون برامج كلية التربية يخلو من وجود مواد تتضمن التعريف بالتلميذ الموهوب وخصائصه وطرق التعرف عليه، هذا إذا كنا بالفعل جادين في الكشف عن الموهوبين فإن ذلك تترتب عليه أمور كثيرة في رسم حتى خطوط المستقبل، فالموهوب عندما يوصم بهذه الوصمة فهو بحاجة إلى من يأخذ بيديه، وينتظر مستقبلا واعدا، وليس من المعقول أن نزايد بأعداد الموهوبين ونعجز عن وضعهم في أماكنهم الصحيحة، علينا أن نحدد بوصلتنا بشكل صحيح من الآن هل نحن فعلا جادون بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم وبالتالي علينا التزامات أدبية كثيرة تجاههم أم اننا نسير مع الموجة التربوية إلى حيث تأخذنا بعدها نضع النقطة ونقف نفكر في الورطة التي جعلنا أنفسنا فيها بعد اكتمال الدائرة، فإننا نحتاج إلى معول لكسرها، من الآن وقبل أن تكتمل علينا أن نعيد أوضاعنا من جديد، هل القياديون في الوزارة سيتم اختيارهم من بين هؤلاء الموهوبين في الجانب القيادي على سبيل المثال، هل أخصائيو المناهج سيكونون من هؤلاء الموهوبين لغويا، وهل اختصاصيو العلوم سيكونون من الموهوبين علميا وهكذا القائمة تطول.

لا أبالغ حينما أطلقها بأن مسألة الكشف عن الموهوبين يحتاج لقرار سياسي.

ولأبرهن على ما ادعيه سأطرح بعضا من الأسئلة التي تدور في خلدي: هل البعثات ستكون من نصيبهم في المجالات التي يتميزون بها؟ بغرض تحقيق الكفايات الممكنة للمجتمع، أم أن الوزارة ستفرض هيمنتها عليهم؟ لكون لها الفضل الكبير في رعايتهم منذ نعومة أظافرهم؟ وبالتالي لا بعثات لهم سوى في المجال التربوي وعلى وزارة الصحة أن تبحث لها على أشخاص آخرين.

وإذا كانت الوزارة لا تنوي أصلا احتكار الموهوبين لها فماذا ستفعل؟ هل ستتركهم هكذا معلقين بعد أن ملأت رؤوسهم، وأشبعتهم حلما بأن موهوبين، وعليهم تنعقد آمال كثيرة؟ أم أن الموهوبين سيظلون يحملون اللقب فقط، ولهم المركز يتدربون فيه كيفما يشاءون ولكل حادث حديث ونبقى ممن كان في سباق الاهتمام بالموهوبين؟

أن نقول إن هناك اهتمام من قبلنا في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم و لكن لا نعرف أين موقعهم في البعثات الدراسية ولا في المواقع الوظيفية يعني السير إلى حيث المجهول علينا أن نضع خارطة الطريق من الآن وأن نفك الطلاسم. اسئلة كثيرة مفتوحة واسئلة أخرى ستظل هكذا مفتوحة لأن لا رؤية إلى الآن تتجه لحسم الأمور، ولكن لا أظن بأن البحرين ستكون أكثر تنظيما وترتيبا في وضعها وفي إدارتها لملف الموهوبين، فالموهوبون في كل مكان حتى في أميركا لا يجدون الرعاية الحقيقية المطلوبة، لأسباب كثيرة ربما على رأسها الاهتمام الأكبر لذوي صعوبات التعلم والمتخلفين عقليا لكونهم هم بحاجة فعلا إلى الأخذ بيدهم في حين أن الموهوبين يمتلكون ذكاء كفيلا بهم أن يعتمدوا على أنفسسهم من دون تدخل، ناسين ومتجاهلين بأن غالبية المنحرفين وللأسف الشديد كانوا في يوم من الأيام موهوبون في مجال محدد ولكن لكونهم بقوا هكذا بلا اهتمام ظلوا نكرة شعروا بالاحباط والسأم فقرروا الانسحاب من هذا العالم إلى عالم اللامبالاة واللامسئولية هربا من الواقع الأليم الذي يحسون به بالضجر.

البحرين ووزارة التربية والتعليم تحديدا عليها أن تكون أكثر منطقية من غيرها إذا أرادت أن تتميز على من سواها من الدول في هذا المجال، تحديدا عليها أن تدرس أوضاعها حاليا وتشكل لها رؤية، وعليها وبكل شجاعة أن تعلنها، وبالتالي ستحقق إنجازات هائلة ستضمن على الأقل دافعية الموهوبين، وعدم اتجاهها إلى الأسفل مع عدم وجود التشجيع والمحفزات.

قلنا وما زلنا نؤكد أهمية تشكيل لجنة وطنية خاصة؛ تسعى للكشف عن الموهوبين ورعايتهم، تمثلها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارات الدولة الأخرى كوزارة الإعلام وجامعة البحرين وجامعة الخليج العربي والجهات التعليمية الأخرى المهتمة بهذا المجال؛ بحيث تهدف إلى الإشراف على الجهود التي تبذل في سبيل الكشف عن التلاميذ الموهوبين ورعايتهم كما تنسق الجهود بين الجهات المختلفة بحيث تتكامل النشاطات المختلفة في شكل برنامج وطني متكامل، يهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات بين الجهات المختلفة. كما هو الحال في بعض الدول العربية، والأجنبية.

أن نظل نحمل هم الموهوبين من دون حراك مشكل كبير علينا أن نسير وأن نسير دائما في اتجاه عقارب الساعة وعلى العقارب أن لا تتوقف أبدا، فالحياة مستمرة ومع تدفق الدم في شراييننا علينا أولا أن نتغلب على أنفسنا وأن نكون جرئيين وأن نعمل على ضخ دماء جديدة، لأننا حتما سنحصل على أفكار جديدة، لنجرب لن نخسر شيئا أبدا والتجربة خير برهان

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً