مايزال كثير من المتابعين يشك في أصل نشأة تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن وذراعه اليمنى أيمن الظواهري، ويرون أن التنظيم تقف وراءه قوى ودول ساهمت في نموه واحتضانه وسعت لاستمراره وترويضه لتنفيذ خططها ومآربها.

فكيف يستطيع هذا التنظيم أن يمول عملياته وشبكاته؟ وأن يبقى طوال السنوات الست - التي شهدت رفع شعار «محاربة الإرهاب» من قبل الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي جورج بوش ومن يدور في فلكه - صامدا يخبو تارة وينمو تارة أخرى! بل كيف يمكن لهذا التنظيم أن يتغلغل في كثير من الدول فتظهر بين فترة وأخرى أذرع له فيها فيرهق بها الحكومات ويخيف بها الشعوب؟ بل الأدهى والأعظم قدرته في تغرير فئة الشباب باسم «الجهاد»؟

لذلك ليس غريبا أن يتساءل عالم الدين السعودي الشيخ محسن العواجي قائلا «من أين لهم هذه المبالغ ومن يمولهم بالسلاح؟» مشيرا إلى أن «(القاعدة) أنفق مليار ريال سعودي (266 مليون دولار) منذ بداية عملياته» ليصل في النهاية إلى أن «كل المعطيات تشير بشكل قطعي إلى أن وراء هذه المجموعات دولا وأنهم لا يوجهون فقط من بن لادن والظواهري».

إن هذا الاستشكال هو بداية لمعرفة حقيقة هذا التنظيم الذي ينبغي أن يتبرأ منه كل مسلم يؤمن بالإسلام كما أنزل على النبي محمد (ص) ويسعى لمعرفة تلك الجهات التي تقف وراءه لكي يكون على بصيرة من أمره فلا تخدعه الشعارات البراقة التي تختفي وراءها «شياطين الأنس»!.