العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ

أكياس النايلون

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

منعت مدينة برايتون البريطانية أخيرا المحلات التجارية من استخدام أكياس النايلون في المدينة وتسعى البلديات في العاصمة (لندن) إلى تنفيذ القرار ذاته لمنع استخدام الأكياس المذكورة والاستعاضة عنها بالسلال أو أكياس ورقية أو مصنوعة من القماش.

المبرر الذي يطرحه الداعون لمنع أكياس النايلون هو أن هذه الأكياس تعتبر من اكبر أعداء البيئة، ليس فقط في تصنيعها وإنما في حقيقة أن إتلافها وتحلل موادها الأساسية يتطلب مرور نحو 200 عام - بمعنى آخر- إن كيس النايلون يبقى على الدوام ولأنه يبقى على الدوام، فإنه يرمى في القمامة أو الشارع أو البحر، والهواء يحمل أكياس النايلون بعيدا حيث توجد وتنتشر في البراري والمناطق المفتوحة.

لقد اكتشفت بلدية برايتون أن كثيرا من مواسير المجاري تغلق؛ بسبب تسلل أكياس النايلون وأن الأسماك تموت لكون أكياس النايلون محيطة بها، وأن هذه الأكياس تطير وتنتشر على السواحل بشكل قبيح وعليه أعلنت الحرب عليها؛ لأنها تتلف البيئة وتتسبب بقتل الكائنات الحية.

ولو نظرنا إلى البحرين وحال بيئتها التي بإمكان المرء أن يكتب عنها «المعلقات»، فسنرى أن محلات الأغذية والسوبر ماركت الكبرى كرماء جدا في إعطاء كل زبون ربما عشرة أكياس والزبائن يكثرون من اخذ الأكياس ويتعمدون وضع حاجة واحدة في كل كيس بدلا من ملئه ولأنه يستخدمها لملء نفاياته من الطعام وأوراق الحمام وغيرها، فالبدائل غير موجودة أمامه.

حتى لو ذهبنا إلى كثير من أماكن البحرين مثل ساحل أبوصبح وغيرها فسنجد أكياس النايلون منتشرة هنا وهناك إلى جانب سفرة الطعام المصنوعة من النايلون المرمية على الساحل.

ربما إن مثل هذا الموضوع هو آخر ما يمكن أن نفكر فيه وخصوصا ان الحفاظ على البيئة ليس من ثقافتنا ولا يوجد من يكترث بالبيئة، ولكن النظر إلى الآخرين وما يفعلون لحماية البيئة يعطينا درسا وعبرة.

وقد يكون البدء بتطبيق ذلك بجدية بين الدولة والمجتمع وذلك من خلال تعليم هذه المبادئ في مناهج المدرسة وتطبيقها فعليا مع أفراد الأسرة بوجود قوانين بيئية صارمة.

لن تكون هذه المشكلة هي الوحيدة بقدر ما يزعجنا استمرار وجود نفايات القمامة وغيرها التي تبقى مرمية لأيام وفي الإجازات لأسابيع بمناطق كثيرة من البحرين مسببة أزمة حقيقية يعاني منها الجميع من دون استثناء.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1913 - السبت 01 ديسمبر 2007م الموافق 21 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً