العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ

ألا من شارع باسم الشيخ عبدالأمير الجمري؟

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

نسمع على الدوام أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، ولكن السماع شيء والواقع المعاش أمر آخر مختلف كل الاختلاف في تفاصيله وإيقاعاته وأطره، فعلى حين نرى أن رواد العمل الاقتصادي في البلد لهم كل التقدير والاحترام سواء في حياتهم أو بعد مماتهم؛ لكونهم يعملون على تنشيط حركة الاقتصاد في البلد، نجد أن الناشطين السياسيين الذين ينشدون تطوير التجربة السياسية وإحداث حراك إيجابي للعمل السياسي في البحرين، منسيون بل يتم تجاهلهم باستمرار ليس فقط في أيام حياتهم، بل ربما يمتد مسلسل تهميشهم حتى إلى بعد مماتهم، على رغم أن الاقتصاد لا يمكن أن يتحقق في أوضاع سياسية غير مستقرة فالسياسة هي بوصلة الإصلاحات الاقتصادية ومن دون استقرار سياسي تكون خطط الاقتصاد والتنمية على كف عفريت، فالأوْلى أن يكرم رواد السياسة؛ لأنهم السبب الحقيقي للاستثمارات الاقتصادية.

كثيرا ما نرى ونسمع أيضا من خلال التصريحات والتوجهات العامة أنه سيتم إطلاق اسم فلان بن فلان على أحد أهم الشوارع في البلد؛ لكونه أحد رواد العمل الاقتصادي، بعد موته بيوم أو يومين، على حين أننا إلى الآن مازلنا ننتظر قرارا جريئا وتوجها سياسيا إيجابيا يدعوان إلى تسمية أحد أهم شوارع البحرين وأبرزها باسم الراحل قائد انتفاضة التسعينات الشيخ عبدالأمير الجمري رحمة الله عليه، إلى الآن مازالت آذننا مفتوحة لسماع توجهات تنصب في هذا الاتجاه؛ لكونه ضحى بالكثير وناضل لنقل البحرين من مرحلة إلى أخرى، وفعلا تحقق الكثير مما كان يصبو إليه، وإن كانت التجربة الحالية منقوصة وتحتاج إلى تطوير أكبر، إلا أنه لا يمكن - بأي حال من الأحوال - نكران الجهود الوطنية المخلصة التي تمت على يديه. فقد استطاع إخراج البحرين من عنق الزجاجة وأنقذها من حال الاختناق السياسي، نال ما ناله من عذابات ومن هموم وأوجاع حملها على ظهره، وفكان جزاؤه أن ينال نصيبه نصيب الأسد من سجون إلى أن ابتلي بما ابتلي به من مرض أقعده سنوات على فراش المرض إلى أن مات بعد أن كان مشافى معافى، راسما باعتقاله وصموده واعتقال وصمود من اعتقلوا معه مستقبلا سياسيا مشرقا للبحرين ولأهلها.

أظن أن محبي الراحل الجمري الذين خرجوا من بيوتهم إثر سماعهم نبأ وفاة والدهم الحبيب الجمري، وتجمعوا ذات مساء لتشيع جثمانه إلى مأواه الأخير في يوم قارس، قاطعين المسافات الكبيرة على أقدامهم ولاء لجمريهم الوفي والمحب لهم، لايزال حبهم لوالدهم الجمري الذي فقدوه من دون أن يملوا من وجوده، بل ودعوه وهم لايزالون يشتاقون إليه «اشتياق يعقوب إلى يوسف» كما قالها لهم في أول لقاء بعد اعتقاله، تاركا دموع محبيه تنهمر على خدودهم.

شارع البديع على امتداده اليوم بعد أن جابه محبوه يوم تشيعه يجب أن يفرض تسمية الشيخ الجمري عليه بحيث نصر على تسميته بشارع الشيخ المناضل عبدالأمير الجمري من الآن والعمل على تغيير تسمية الشارع باسم البديع الذي يختزل كل القرى الموجودة بإحدى القرى الموجودة في نهايته، وفرض اسم الجمري عليه. علينا من الآن أن نتعايش مع الاسم الجديد وخصوصا أن الشارع نفسه التهب التهابا مع وفاته أخيرا وفي زمن انتفاضة التسعينات وعانى الشارع من الحزن ما عانوه أهالي قرى شارع البديع.

علينا من الآن أن نخطط بشكل جيد لتقدير الشخصيات الوطنية التي فقدناها ولا يمكن تَكرارها؛ بغرض إيصال الفكرة إلى الأجيال القادمة ولتبقى الشخوص حية في ذاكرتنا ومحفورة في عقول أبنائنا؛ حتى لا ننسى الاسم ومن ثم الجحود والنكران لكل الجهود التي بذلت من قبله في حياته، فكلما قرأ الطفل اسم الشارع تساءل عن الشخص وبالتالي إحياء سيرته على الدوام الجمري يستحق منا أن ندفع باتجاه تخليد اسمه وذكراه، فلا نبخل عليه. علينا أن نعلنها وبجرأة شارع الشيخ الجمري شعبيا أولا وشعبيا ثانيا وشعبيا ثالثا إلى أن تخضع الجهات الرسمية لمطالب الشارع والعمل على تسمية الشارع بصورة رسمية.

الشارع المؤيد للجمري هو أكبر دعم له. لا أتوقع أن هناك أي التفاتة من الجهات الرسمية بهذا الشأن، بل لا تعير الموضوع أية أهمية بدليل مرور أشهر عدة على وفاته، على عكس البعض الذي لم يمر سوى أيام على مماتهم وتم إطلاق التوجهات بتسمية أحد الشوارع المهمة باسمه.

وعلى الشارع أن يقول كلمته النهائية في مسألة تسمية الشارع باسم قائد الشارع وقائد الإصلاحات السياسية التي قادت البلد إلى مشروع إصلاحي، لعل من إنجازاتها وجود مجلس وطني بحسب المطالبات الشعبية، وإن كان لا يمثل المطالب التي أصر عليها الشارع وهذا ما يؤكد عليه الجمري رحمة الله عليه. فهل المجالس البلدية والمجلس النيابي بمحدودية صلاحياتهم لديهم القدرة على إنجاز المطلب الشعبي هذا؟

ويظل السؤال سيد نفسه: ألا من شارع باسم الشيخ عبدالأمير الجمري؟

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً