ذهب مرزوق الى أحد محلات السوبرماركت للتسوق قبل بدء الحرب الأميركية على العراق، ولكنه اكتشف أن كل ما هو موجود في السوبرماركت موجود أيضا في الأسواق المحلية وسوق المنامة القديمة فيما عدا اسلوب العرض وتصعيد الأسعار بخمسة أضعافها. ولكن لفت انتباهه وجود مكان مخصص للتمر. فهرع لشراء بعض منه لأن أهلنا عاشوا على التمر في كل الظروف ولأن البحرين هي بلد المليون نخلة.

غير أن مرزوق فوجئ بأن التمر من انتاج أميركا، فحصل له دوران في الرأس وغثيان وخصوصا أنه ذهب إلى شراء بعض الحاجات استعدادا للحرب التي ستشنها أميركا على العراق لاقتلاع حكامها وتعيين آخرين مدربين بصورة أفضل ممن سبقهم على خدمة المصالح غير العراقية وغير العربية وغير الاسلامية.

فاتصل مرزوق بصديقه للحوار معه:

مرزوق: هل تعتقد أن قلع نخيل البحرين هو السبب في استيراد تمر أميركي لبلد المليون نخلة؟

صديق مرزوق: أي مليون نخلة؟ قصدك ألف نخلة، وهذه الألف نخلة أصبحت «قرعان» من دون رأس والبقية مملوكة بصورة خاصة أما ما تبقى من نخيل فقد رخصت وزارة الزراعة لمن يملكها بأن يحرقها ويخرب أرضها ويقتل زرعها وثمرها وثم يبيعها قطعة أرض لتشييد مبنى أو فيلا لسكن غير البحرينيين... فما سبب استغرابك؟.

مرزوق: لا ما يصير، أكيد عندنا أكثر من ألف نخلة، حتى لو أن «مليون نخلة» تعبير غير صادق، إلا أنه بالتأكيد لدينا أكثر من ألف، ربما عشرة آلاف نخلة.

صديق مرزوق: يمكن أنت من زمان ما زرت منطقة زراعية، لأن المناطق الزراعية اختفت من الوجود بعد اغتيال في وضح النهار وأمام مرآى الجميع.

مرزوق: يعني حتى وزارة الزراعة لا تعلم بهذا؟

صديق مرزوق: وزارة الزراعة سيتم تغيير اسمها الى وزارة الجدران الاسمنتية، فهي تشارك في عمليات اقتلاع الزرع.

مرزوق: لا لا، هذا غير ممكن... زودتها شوي... ما هو دليلك على أن وزارة الزراعة تقف خلف تدمير الزراعة في البحرين؟

صديق مرزوق: انظر الى تصحر الأراضي في كل مكان، انظر الى اختفاء المنتجات البحرينية، انظر الى برامج وزارة الزراعة التي لا تستهدف سوى ترخيص الأشخاص ذوي النفوذ لتحويل الأراضي الزراعية الى حدائق منزلية وثم تدمير تلك المزارع وبناء بيوت محلها.

مرزوق: هل يستطيع أحد وقف هذا العدوان على المزارع البحرينية؟

صديق مرزوق: لا أتصور... المجالس البلدية تم تهميشها وهي في طريقها الى الزوال، والبرلمان لا يدري ماذا يجري في البحرين وربما لا يهتم، ووزارة الزراعة لا تستطيع الوقوف أمام أصحاب النفوذ، بل ربما تساعدهم، ولذلك لا تستغرب من أننا نستورد التمر من أميركا، وعلى أي حال فإن تذوق التمر الأميركي سيساعدنا على التفاهم معهم عندما يبدأون حكم العراق خلال الأسابيع المقبلة، فمن «أكل تمر قوم أمن شرهم»