كان منتدى الأمن العالمي والداخلي: الشرق الأوسط، الذي شهدته البحرين خلال الفترة من 19 إلى 21 من الشهر الجاري، بمثابة تحد حقيقي كبير للبلد! فمؤسسة «كرانس مونتانا» كانت تدرك أن هناك مجتمعا دوليا لم يعد آمنا، في الوقت الذي لاتزال فيه التهديدات الإرهابية تشكل هاجسا مقلقا لهذا المجتمع... بل يمكنني القول إن هناك قصورا في فهم الدور التضامني بين كثير من الحكومات والشعوب في موضوع التعاون والتعاضد في المعركة ضد «الإرهاب»!
هذا الموضوع قد نتحدث عنه في وقت آخر... لكن فكرته اختصارا هي غياب الوعي الوطني بمسئولية كل مواطن راشد في حماية نفسه وحماية الآخرين والتصدي أولا للفكر المنحرف، قبل الفعل المنحرف!
بالمناسبة، حدث أن اتصلت إحدى المذيعات التابعات لإذاعة عالمية مرموقة بأحد الإعلاميين البحرينيين في المركز الإعلامي التابع لمنتدى الأمن لتسأل: «لماذا كل هذا التكثيف والتشديد الأمني بشأن الفندق والمناطق القريبة منه، في حين أننا راجعنا القائمة فلم نجد هناك شخصيات تستدعي كل هذا التكثيف الأمني لحمايتها؟»، فأجابها بسؤال، إن أجابت عليه هي سيكون لديه جوابه المباشر على سؤالها، وهو: «هل تعتقدين أن دم العامل البسيط الذي يعمل في الفندق...رخيص؟ هل تعتقدين أن دم ما يزيد على 500 مشارك (من خلق الله) ماء؟... إن حدث مكروه فهم إلى الجحيم؟»، فقالت: «لا، لا، طبعا طبعا... المعذرة عموما على سؤالي... أعتقد أنه سؤال غبي ووقح ولم أفكر فيه؟ شكرا مع السلامة».
عموما، كان ذلك المنتدى بمثابة حدث كبير جذب عيون العالم كلها، والفخر، أن يعلن وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أن منتدى العام المقبل سيعقد في البحرين أيضا، ليعطي بذلك دلالة ضمنية على أن مؤسسة «كرانس مونتانا» وكذلك هيئة الأمم المتحدة قبلها، أدركتا أن منتدى الأمن في البحرين فعل ما لم تشهده المنتديات السابقة من مستوى احترافي في التنظيم والأبحاث وقوة الحضور والمناقشات.
في ليلة ختام المنتدى، وقفت شخصيا استمع إلى رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، ورئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني، مخاطبا من شارك في التنظيم من رجال أمن وموظفين لم ينم بعضهم طيلة أسبوع كامل... أي قبل انعقاد المنتدى، فقال كلمة بسيطة لكنها معبرة: «لقد قدمتم إلى العالم صورة مشرفة ليس للشرطي البحريني فحسب، بل للإنسان البحريني المتطلع إلى النجاح والتميز، لذلك، كانت الثمرة كبيرة، فمنتدى العام المقبل هو التحدي الجديد لنا جميعا».
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ