لماذا نحن في «الوسط الرياضي» لا نحب التجنيس ونحاربه ونعتبره آفة العصر التي ابتلى الله سبحانه وتعالى رياضتنا وبلدنا بها. التجنيس مرض خبيث هناك من يحاول ضخه في دماء الرياضة البحرينية ليفعل فعلته في قتل الولاء والروح الوطنية التي يتحلى بهما الإنسان البحريني وهما سر تفوقه على مر السنين...
فبالعربي الفصيح أقول إن الإمكانات الشحيحة التي كان يمتلكها الفرساني وصباح لم تكن لتحقق لهما ذهبيتي بطولة العالم لولا الإرادة وحب رفع راية الوطن.
وهل نحن في «الوسط الرياضي» نحارب التجنيس لأنه ظاهرة عالمية وأحد سبل تطوير الرياضة البحرينية أو قادر على أن يحقق لكرة القدم البحرينية بطولة خارجية بعد أن عجز اللاعب البحريني عن تحقيق ذلك طوال 37 عاما، أي منذ انطلاقة خليجي 1 في البحرين! فإذا كان هذا الاتهام صحيحا، فهذا يعني أن المنتخب الكويتي الشقيق الذي تأهل إلى أولمبياد موسكو وفاز بكأس آسيا لأول مرة العام 1980 وتأهل إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا العام 1982، لم يكن قادرا على فعل ذلك لولا إشراك مجموعة من المجنسين «وكأن جاسم يعقوب وابن الدخيل وأولاد حمد والعنبري كانوا قادمين من بلد الواق واق»! أما السؤال الأهم فهل المجنسون في المنتخب الوطني لكرة القدم، والذين يحاول البعض تثبيت أقدامهم بـ «الحيلة والفتيلة»، أفضل من أولاد حبيل وبابا وبيليه ويوسف وبن سالمين والدخيل وعبداللطيف وآخرين كثيرين، فإذا كان الجواب بـ «نعم» سنعيد حساباتنا ونراجع مواقفنا!
آفة التجنيس التي نحاربها وأعلنا ذلك للملأ مند بدايتها وجدنا فيها لبسا، فغايته وهدفه الأول ليس البطولة ولا إتاحة الفرصة للاعب موهوب مجنس ولكنه مرض خبيث يراد منه غاية واضحة وجلية تفسيرها واضح، كما أن فيها تلاعبا على القانون واستهتارا بالقيم الرياضية، ومن يخالفني الرأي فليستمع مني لهذه الآراء.
فبماذا نفسر ما حدث من تجاوزات قانونية ترفضها لوائح اتحاد كرة القدم الداخلية وترفضها لوائح الاتحاد القاري، وحينما كانت الصحافة تحاول أن تكشف المستور كان جميع المسئولين يتهربون ويراوغون ويؤكدون أن ما قام به الاتحاد في سبيل إشراك المجنسين قانوني، وحينما «حقت حقائقها» كما يقال ورفض الاتحاد القاري مشاركة جون وفتاي مع المنتخب، اضطر المسئولون إلى إصدار جواز رسمي أحمر لهما من أجل درء الفضيحة... فهل هما يستحقانه؟
وإذا كنا في بلد يحكمه القانون وفيه أنظمة ولوائح للاعبي المنتخب فلماذا كان التغاضي «عيني عينك» عن المجنسين؟ ولماذا تم السكوت عن هروب فتاي قبل السفر إلى أوزبكستان! في حين لم يحرك أحد من المسئولين ساكنا لترضية أو معرفة أسباب ابتعاد حسين بيليه وبابا وأولاد حبيل! فهل المجنسون «أولاد حرة وأولادنا أولاد عبدة» وما دمنا في سيرة بلد القانون، فكيف يسمح بإحضار لاعب برازيلي ويسجل كلاعب بحريني باسم عدنان إبراهيم ويشارك في منتخب البحرين لكرة القدم الشاطئية ويلعب في تصفيات آسيا من دون أن يسجل اسمه في كشوفات الاتحاد كلاعب مجنس أو بحريني! والأدهى والأمر من ذلك أننا حينما سألنا المسئولين في اتحاد الكرة عن هذا التجاوز القانوني أجابوا لنا بصوت ضعيف «أنت تعرف»! لذلك وبعد أيام اضطررت للبحث في لوائح اتحاد الكرة عن بند «أنت تعرف» فلم أجده!
وأعود إلى موضوع ابتعاد نجم المنتخب علاء ولن أقول اعتزال، وهو ما أثار الرأي العام فصب جام غضبه على التجنيس، ما دعا أصحاب «الضمير الحر» إلى اتهام اللاعب بعدم الولاء للوطن أو المطالبة بمعرفة أسباب ابتعاده، وكأن أصحاب هذه الضمائر «الحية» يعيشون في كوكب آخر غير كوكبنا، فلم يسمعوا بمهزلة استدعائه للمنتخب قبل ساعات، ولم يسمعوا بتفضيل اللاعب المجنس، ولم يسمعوا أو يروا أي شيء، قال عز وجل «ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون» صدق الله العظيم.
أخيرا أقول ان «الوسط الرياضي» طرح الاستبيان على الجماهير وجاءت الردود واضحة وجلية، كما قمنا باستقطاب آراء الكثير من المهتمين بكرة القدم سواء كانوا لاعبين قدامى أو إداريين أو مدربين أو رؤساء أندية أو رجال صحافة رياضية، وكانت أيضا إجاباتهم واضحة وجلية لا تقبل الشك فلا تقبل التجنيس وتطالب بإلغائه وتطالب بتفضيل اللاعب المواطن لأنه ابني وابنك وابن بلدك.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1901 - الإثنين 19 نوفمبر 2007م الموافق 09 ذي القعدة 1428هـ