العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ

جرائم الإنترنت (1/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

توصلت دراسة أعدها مكتب برايس واتر هاوس كوبرس للاستشارات، إلى أن أكثر من ثلث الشركات السويسرية معنية بالإجرام الاقتصادي. وأفادت الدراسة، وهي الرابعة من نوعها، أن نحو نصف الجرائم المُرتكبة ما بين عامي 2005 و2007، تمثلت في تحويل وجهة ممتلكات وارتُكبت من طرف مسيِّرين وعزت أسبابها الرئيسية إلى الطمع والرغبة في حياة مرفّهة جدا.

وأشار جون ويلكينسون، وهو خبير يعمل لدى مكتب برايس واتر هاوس كوبرز PwC في زيورخ، إلى أنه «منذ التحقيق الأخير (2003 - 2005) لم يتراجع عدد الجرائم مع الأسف، على رغم التحسينات المسجلة فيما يتعلق بإجراءات المتابعة والرقابة».

وفي النصف الأول من العام 2007 قال تقرير أصدرته شركة سيمانتك لصناعة برمجيات حماية الحواسيب إن الجرائم التي ترتكب عن طريق الانترنت أصبحت تشكل نشاطا تجاريا واسع النطاق.

وقال التقرير إن مواقع معينة على الشبكة الدولية تنظم مزادات لبيع التفاصيل المصرفية ومعلومات تخص بطاقات الائتمان وتعرض أيضا للبيع برمجيات تمكن من القرصنة على بعض المواقع على الشبكة.

وحذر التقرير من أن القراصنة يترددون على مواقع موثوقة مثل «ماي سبيس» (MySpace) و»فايسبوك» (FaceBook) لشن هجمات على حواسيب مستخدمي هذه المواقع. ويقول التقرير إن هذه العمليات تشكل جزءا من نشاط تجاري إجرامي يقدر حجمه بمليارات الدولارات.

وقبل ذلك بنحو ثلاث سنوات (العام 2004) حذرت مجموعة متخصصة في أبحاث التكنولوجيا هي مجموعة غارتنر (Gartner) ومقرها ستانفورد بولاية كونكتيكت، من أن مستخدمي الإنترنت مازالوا عرضة للسرقة، وقالت إن من المرجح أن يزيد عدد ضحايا هذه الجرائم بشدة في العامين المقبلين.

وقال التقرير إن عدم كفاية الجهود المبذولة لإنفاذ القانون وتزايد فرص ارتكاب الجرائم عبر شبكة الإنترنت تركا الباب مفتوحا أمام سرقة ملايين الدولارات. وقالت الدراسة إن السرقة تتم على الأرجح لبضعة دولارات في كل حالة من ملايين الحسابات المختلفة ما يعني صعوبة اكتشافها.

ويرى ريتشارد هانتر زميل مجموعة غارتنر للبحوث في بيان ان الاتجاهات التكنولوجية تخلق اقتصادات على نطاق يساعد فئة جديدة من جرائم الإنترنت التي تستهدف أعدادا كبيرة من الناس. وأضاف البيان أن المستخدمين يجب أن يتوخوا مزيدا من الحرص في مراقبة جميع تعاملاتهم المالية لرصد أية سحوبات أو تحولات مالية غير مبررة. ونصح التقرير بإدخال برامج للحماية الشخصية على أجهزة الكمبيوتر المتصلة بشبكة الإنترنت.

وبينت إحصاءات الجمعية الأميركية للأمن الصناعي أن الخسائر التي قد تسببها جرائم الحاسب الآلي للصناعات الأميركية قد تصل إلى ثلاثة وستين بليون دولار أمريكي، وأنّ (25 في المئة من الشركات الأميركية تتضرر من جرائم الحاسب الآلي، وفي العام 1998 أصيبت 63 في المئة من الشركات الأميركية والكندية بفيروسات حاسوبية، ووصل الفقد السنوي بسبب سوء استخدام الحاسب الآلي الى خمسئة وخمسة وخمسين مليون دولار.

ومن الصعوبة بمكان، تحديد أيّ من جرائم الحاسب الآلي المرتكبة هي الأكبر من حيث الخسائر، إذ لا يعلن الكثير عن مثل هذه الجرائم، ولكن من أكبر الجرائم المعلنة هي جريمة لوس انجليس، إذ تعرضت أكبر شركات التأمين على الاستثمارات المالية (EFI) للإفلاس، وبلغت خسائرها ملياري دولار أميركي. وهناك أيضا حادثة انهيار بنك بارينجر البريطاني في لندن، إثر مضاربات فاشلة في بورصة الأوراق المالية في طوكيو، إذ حاول البنك إخفاء الخسائر الضخمة، باستخدام حسابات وهمية، أدخلها في الحسابات الخاصة بالبنك، بمساعدة مختصين في الحاسب الآلي، وقد بلغت إجمالي الخسائر نحو مليار ونصف المليار دولار أميركي.

والمقصود بجرائم الإنترنت، المسماة أيضا الجرائم السيبرنية أو السبرانية، هو أي نشاط غير مشروع ناشئ في مُكوّن أو أكثر من مكونات الإنترنت، مثل مواقع الإنترنت، وغرف المحادثة، أو البريد الإلكتروني. ويمكن أن تشمل جرائم الإنترنت أيضا أي أمر غير مشروع، بدءا من عدم تسليم البضائع أو الخدمات، مرورا باقتحام الكمبيوتر (التسلل إلى ملفات الكمبيوتر)، وصولا إلى انتهاك حقوق الملكية الفكرية، والتجسس الاقتصادي (سرقة الأسرار التجارية)، والابتزاز على الإنترنت، وتبييض الأموال الدولي، وسرقة الهوية، وقائمة متنامية من الجرائم الأخرى التي يسهلها الإنترنت.

وجرائم الإنترنت كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرها ولكنها عموما تشمل الجرائم الجنسية كإنشاء المواقع الجنسية وجرائم الدعارة أو الدعاية للشواذ أو تجارة الأطفال جنسيا، وجرائم ترويج المخدرات أو زراعتها، وتعليم الإجرام أو إرهاب كصنع المتفجرات، إضافة إلى جرائم الفيروسات واقتحام المواقع.

وكثيرا ما تكون الجرائم التي ترتكب بواسطة الإنترنت وثيقة الصلة بمواقع أرضية على الطبيعة كما حدث منذ نحو سنتين عندما قام البوليس البريطاني بالتعاون مع أميركا ودول أوروبية بمهاجمة مواقع أرضية لمؤسسات تعمل في دعارة الإنترنت.

ومعظم جرائم الحاسب الآلي تم اكتشافها بالصدفة وبعد وقت طويل من ارتكابها، كما أن الجرائم التي لم تكتشف هي أكثر بكثير من تلك التي كشف الستر عنها.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً